سألت صديقي الذي يعمل في شركة كبرى مختصة في تمويل المشاريع الصغيرة ذات يوم عن أبرز سبب لفشل المشاريع الصغيرة (في منطقتنا على الأقل)؟
فقال إن المالك لا يفهم في المشروع نفسه ولكن يوكل الأمر برمته إلى شخص آخر يقنعه بأنه يعرف كل شيء عن الموضوع فيخسر كل شيء برمته!
كوننا بشر فإن الخوف من فقدان الفرص يؤثر حتماً في قراراتنا. هل سمعت بمصطلح -فومو-؟ و هو ما يرمز إلى (فير أوف ميسن آوت) أو الخوف من فقدان الشيء. تخيل حالة الرجل عندما تحكي له زوجته عن زوج أختها الذي كسب الآلاف نتيجت إستثماراته و هو عاجز عن دفع تكاليف رحلة سياحية بسيطة خارج البلد! هل تراه سيحذرعند سماعه عن عوائد ذهبية دون عناء خاصة و إن زوج أخت زوجته يجني الكثير من وراء هذا الاستثماء بينما هو منبطح على ظهره أمام البحر و يكرر على من هم حوله مقولات كبار المستثمرين التي قرأها في حساب تويتر!
هم المقارنات مع المحيطين حولنا و هم فقدان الفرص التي تنادينا بعوائد ذهبية إذا لم نضع كل نقودنا عندهم أو نكون حمقى للغاية. الجميع يتحول إلى مليونير و أنت الوحيد الذي يعتريك الخوف. ثم تقوم بوضع مبلغ متحفظ لدى ((الخبراء)) و تتفاجأ بالعوائد الحقيقية ٢٥٪ في ظرف شهر! الموضوع حقيقي إذاً لماذا هذا الانتظار. تقوم بالإقتراض بكل طاقتك ثم تتوسل إلى الشركة الاستثمارية (حدث في أرض الواقع) أن يقبلوا مالك كي يستثمروه نيابه عنك فهم الخبراء الذين يفهمون بكل شيء و أنت ستصبح مثل وارن بوفيت الذي يفتخر بتوظيف من هم أذكى منه و يجمع تلك العبقريات ليغذون تفكيره. لكنك تنسى إنه ملياردير محترم و لو خسر ٩٠٪ من ثروته فلن يضره في الحقيقة شيء أما أنت لو خسرت ١٠٪ من هذا المال فسيلاحقك البنك و الدائنين و حماتك لاشك. و عند اكتشافك لأمر الشركة النصابه تعرف إنه يمكنك أن تأتي بمعزة تطير ولا تستطيع أن تعيد جزء من مالك.
وقتها ستفقد الثقة بقية حياتك و تفوتك حتى الفرص الحقيقية للأسف.
كل هذا بسبب إنك أجرت دماغك لمن يفكر بدل عنك و استخسرت أن تستمثر بأهم ما تملك .. الوقت لتعلم القواعد الاستثمارية