ملاحظات حول الإعلام والإعلاميين:

- من أهم مصادر الوعي في عصرنا هذا هو الإعلام بكل جيوشه من تلفاز وإذاعة وانترنت وسينما ومسرح وفعاليات وغيرها، وقلما يوجد إنسان لم يتأثر وعيُهُ سلباً أو إيجاباً بوسيلة من تلك الوسائل. 

- تجتمع في الإعلام صفَتان بارزتان:

أولاً/ أنه أكبر مصدر يشكل الوعي في المجتمعات اليوم.

ثانياً/ أنه أسهل مصدر من حيث الاستخدام. 

- الإعلام كمصدر للوعي له مفاتيحه وأسراره في التأثير وتوجيه الجماهير ومهمة الإعلامي المخلص بدرجة أساسية أن يكتشف هذه الأسَّرار ويوظفها لخدمة المجتمع وقضايا الأمة.

- أخوتنا الإعلاميين مع الأسف لا يدركون خطورة دورهم في صناعة الوعي في المجتمع ويسيرون مع التيار ولا يعرفون أنهم هم (المركز) الذي يدور حوله المجتمع.

- الإعلامي يملك أسلحةً فتّاكة ويستطيع بها أن يحارب الغزو الفكري والثقافي كالفلم والسينما والصورة والأغنية والكلمة ومع ذلك لا يستخدمها وإن استخدمها فبصورة باهتة مستوردة. 

- يغلب على الشباب الإعلامي في العالم العربي سطحية التفكير وامتهان الأعمال الكوميدية الساخرة وهذه ليست الحل لمشكلاتنا.. 

وربما يلجأون لها لسهولة تمثيل هذه الأدوار وربما لأنهم لا يفهمون الواقع فيجابهونه بالسخرية والأَوْلى لهم هو العمل الجاد المثمر الذي ينفع المجتمعات ويساهم في إطفاء الحريق الذي يشتعل فينا.

- أخطر ما يواجه الإعلامي في مهنته هي عقلية العوام التي تتعبهُ وقد تجرفهُ من حيث لا يدري فالعوام سطحيو التفكير..

 يحبون الخيال..والوجدانيات وتستهويهم المبالغات.. وينجذبون للأعمال الهزيلة إذا كانت بها صبغة عاطفية أو كوميدية، ويرى الإعلامي نفسه أمام عقلية متعسرة يصعب التعامل معها خارج هذا الإطار وهنا عليه أن يدرس المشكلة ويعرف أسرار التأثير على الجماهير وتغيير العقليات مستفيدا من القرآن الكريم الذي عالج عقلية العوام ودعا لتجاوزها في آيات كثيرة.

- على الإعلامي ألا يضيّع أوقاته في التطفل على تخصصات الآخرين فمرة يكتب في الفلسفة ومرة في الفكر ومرة في السياسة بل عليه أن يخلص لتخصصه ويجيده وينفع الأمة به. 

- الإعلامي ليس مصوراً فقط ولا مخرجاً فقط ولا مقدم برامج فقط ولا شيء من هذا القبيل فقط.. 

الإعلامي في حقيقته عرّاب صناعة الوعي في المجتمع.. الإعلامي جندي لا يحمل كلاشنكوف بل يحمل ماهو أخطر منه وهو الكلمة والصورة.

- وآخر ملاحظة على الإعلامي أن يكون نبيهاً ذكياً ويعرف أنه كـ(إعلامي عربي مسلم) ليس برئياً في نظر الغرب فيستفيد منهم دون أن ينسى أمته ويسعى لتقديم الخير للإنسان دون عنصرية ويمثل الإسلام بآفاقه العالمية وتعالميه السماوية.