لا أعلم ذلك السّر الذي يحرك عقولنا نحو السلام، او الإنفتاح والتواصل، يصعب فهمنا ولكن ليس الإنعزال عن البقية هو المبرر ، او حتى خيارنا الأول؛ فنتفرد بذواتنا عندما يتخذ الأغلبية رأي واحدا و المنظر ذاته الذي يعتبرونه العالم والناس ليريحوا بذلك اذهانهم. أذهاننا نعي انها في تفاوض دائم حتى ان تظفر بالصفاء...لأن هناك حقائق جوهرية لم تتغير، فإننا باختلاف طبقاتنا كبشر، نتخطى التحري عنها دوما. وكبشر، نظن ان المعرفة كلها بالإنسان تكمن في زبدة التجارب السابقة.... وعلى العكس.. على العكس ستجد جوابا صادقا.

دعني لا أطيل عليك. من نحن...؟ الغرباء يا عزيزي!

يكفيني في أشد اللحظات كمداً ويأساً أن أعلم أن قلبي لا يزال ينبض في مكان ما من العالم حتي أسترد الرغبة في الحياة. 
فيودور دوستويفسكي

منذ عامين ، عندما وقعت عيني على أحد تلك العناوين .. كانت تشغل عقلي فراغات كثيرة لم أشعر بها حتى فككت كلمات بسيطة ، و اسئلة لازالت تملأ فراغات اخرى عن عالم آخر أكثر واقعية عما يمكن وصفه بالخيال، عالم يعيد نبض الحياة ، ويعيد دقائق الساعة الى آخر لحظة فارقتنا فيها حياتنا بذلك "العالم" .. اشعر بالحماس أن شارك ذلك(المقال) الشيق ليتحدث بايجاز عن تفاصيل غنية  ... 

بعد أن وصفوك (غريب) ، اعتقد انه يتطلب بعض الوقت ليمكن وصف (العالم) الذي تدخل فيه دفعة واحدة ، انها غرفة مظلمة لا يدخلها سوى صاحبها.. تقع في بلد يسكنها ويحكمها اشخاص منفردين بحريتهم واستقلالهم و قواعدهم المختلفة والمقدسة بعادات وتقاليد كذلك متفردة عن اي بلد أخرى ، ثم انها بقعة ارضية واسعة يمكن ممارسة بها اي فعل قائم على نظام كوني مسالم ، وفي النهاية فهي كوكب منفرد يسير في مدار حر ، لا يسيطر عليه جاذبية او يؤثر فيه ضوء.. حينها ترجع الصورة التي تفكر بها في ذهنك ، العالم الذي يمكنك دخوله وقت العزلة او الحاجة.

ما قرأته لاحقا ليس الا إطار لصورة واسعة عن موضوع اصبح اكثر تكرار والهام للبعض لكنه للبعض الآخر، فهو أكثر واقعية وجديّة... في كلمات لأنيس منصور ( الغرباء الآخرون) وصف ابداعي وواقعي لهؤلاء الغرباء من وجهة نظر أعبجبتني للمرة الأولى في موضوع كهذا..

انصح بمراجعة المقال.. 

المقال: الغرباء الآخرون

______________