نهارٌ هادئ وطيور تغني خارجاً.. و ذبابة في عقلي، كلاسيكية.. ذبابة كلاسيكية تعزف على خطوط جوية من الاوتار الرفيعة، خطوط جوية رفيعة وعبثٌ اسفل منتصف الهدف... أهذي بالكلام ولكني أعلم شيئا ما يجري هنا، بينما اسمع تلك المقطوعة، اعني المعزوفة .. الموسوعة....آااخ ...

حوّلتُ الموسيقى والجّو لايزال كلاسيكيٌّ هنا، لا مشكلة الا في موجة الحماس الغير مناسب لذلك الجو... سأجد موسيقى هادئة وأعود.. ابق معي....

حسنا، السيد "سنسوداين" لا يجد تبريرا لذلك لكنه يعلم سبب توتري (ينظرُ لي من أسفلَ قبعته) وبإمائة من حاجبيه وتمريرة من عينيه تصل عند زاوية أخرى من الغرفة... قد علمت أن الجد "دايجستيف" يعلم شيئا عن حفيده "أوريو" ولم يخبرنا بعد... انظر الى ملامحه وكرسيه لا ينفك عن التأرجح بتوتر ملحوظ! 

توقفتْ الموسيقى فورا وسمعنا فاصل إعلاني، ظهر أوريو فجأة وهو يركض قادماً من الفسحة. بخبث الشيوخ أوقعته بطرف إصبعي وسحبت هاتفي من جيبه.. علمت انه الفاعل.. لولا جده اللئيم و دعم السيد سنسوداين في اللحظة الأخيرة لما توقعت ذلك المقلب...

انني رجل كلاسيكي لكني أنزعج من ذلك النوع من الموسيقى الذي يحدث في مشاهد المطاردة الكارتونية.. انهم يسخروا مني وحتما يخططوا لتعقيدي من الفن بأي وسيلة... اما أوريو فلن أنسى عقابه على تلك اللعبة الذي شارك بها مع جده و صديقه الجبان (سنسوداين).

ماذا عنك، اعذرني أضعتك هنا في تلك الحوارات المكررة... كما تعلم لا وقت لي للكتابة في ذلك النهار، والآن أصبحت تدري كيف استنفذ نهاري في المداعبة مع هؤلاء العجزة.... لكن تلك ليست الطريقة التي نعيش بها (أنا وسنسوداين و دايجستيف).

________________

[من الأرشيف]

18/2/19