إبتسمت وهي تخبرني بأنني الذي كانت تتمنى ان تنجب منه طفلاً ونسميه " حمزة"ولكن كان لطلقات قوات الأمن المركزي رأي آخر ..

" في يوم إشتدت فيه الرياح وتضاربت به العواصف كنت أحمل رأسها على زراعي قبلتها وأخبرتها كالعادة بأنها ستتعافى وستعيش معنا أناوإبنائها تراعانا وتحمينا ونتظلل بها ، ولكنها أخبرتني والدموع بين عينيها أنها النهاية"

تلك كانت ذكريات عصفت بخاطري في ذكرى وفاتها الثالثة على التوالي 20/8/2024 ، تأففت ونهضت من فراشي تناولت لفافة تبغ من عُلبتي التي أخفيتها عنها لمدة لاتقل عن عشرة سنوات من زواجنا ، وأحاول جاهدا ان أدخن من السجائر ما أدخنه قبل ان أطرق عليها باب المنزل ، كنت لا اريد ان اعترف لها بأنني قد عدت أدخن حتى لا تذكرني كعادتها بأن دكتور القلب قد حذرنا من التدخين ومن تناول فناجين القهوة المتكررة .. تلك هي عاداتي السيئة التي تكرها !! في خلاف ذلك كنت أعلم أنها تحبني كثيراً وانا ايضا احبها حبًا يفوق الخيال كنت دوما ما أهرب إليها من العالم وألجأ لها وأحتمي بصدرها في أحلك الظروف انام عليه كما الأطفال الرُضع ، تمنينا كثيرًا "حمزة & خديجة" ولكن الله لم يرزقنا سوى"بخديجة" .

لم أفق من شرودي إلا بعدما لسعتني السيجارة في شفتاي وأنا ألتقت النفس الأخير منها وانا أفتح الصندوق الذي يتجمع فيه زكرياتنا ...

تلك الصورة كانت بحديقة الازهر كنا معا برفقة خديجة ، وتلك كانت في فترة خطبتنا كنا نحتسي بعض القهوة في إحدى مطاحن البن التي تعد القهوة الجاهزة التي تكون في أكواب من الكرتون يومها نقدت العامل كل ما املكفي جيبي وهو عشرون جنيها لا أعلم كيف سأذهب في الصباح الى عملي ولكن لا يهم ما دامت إبتسامتها تنير لي الحياة فلا شئ يهم جائت.

حينها جاءت خديجةتتحسس أنفي لا اعلم كيف سأخبرها عندما تكبر بأن وادتها قد ماتت وهي تحمل في رحمها أخيها لا اعلم كيف سأطلب منها ان تُحب الوطن وهو من أطلق الرصاص على والدتها ...

رحمك الله ياعزيزتي ..

أحبك كثيرًا