تسعى المدارس إلى تطبيق أحدث التقنيات في التعليم بهدف تطوير عملية التعليم و التعلم وتحقيقاً لرؤية المملكة 2030في التعليم ، تطبيق " وحدة التحول الرقمي " وهي أحد البرامج الرئيسية في رؤية .
والذي يهدف إلى بناء مجتمع بناء مجتمع رقمي واقتصاد رقمي ووطن رقمي على نحو يضمن التحول إلى مجتمع رقمي مبني على إنشاء منصات رقمية لإثراء التفاعل و المشاركة المجتمعية الفعالة بما يساهم في تحسين تجربة المواطن و المقيم و السائح و المستثمر في المملكة واقتصاد رقمي لتطوير الصناعة و تحسين التنافسية والتأثير الإيجابي على الوضع الاقتصادي وتوليد الوظائف المعرفية و تقديم خدمات أفضل للمستفيدين، ووطن رقمي لتحفيز الابداع من خلال استقطاب الاستثمارات والشراكات المحلية والعالمية في مجالات التقنية والابتكار
لكن رغم ذلك، يرى الكثير من المعلمين أن استخدام التقنية في التعليم لم يحدث التغير المطلوب في مستوى تعلم الطلاب! بينما يحتاج إنهاء المنهج إلى كثير من الوقت .
وفي المقابل، يرى آخرون أن أداء الطلاب يكون أفضل أثناء دمج التقنية في التعليم، حيث تساهم في تحسين البيئة الصفية، ورفع المستوى التحصيلي و المهاري للطلاب.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا وجدت المجموعة الثانية أن دمج التقنية كان لها أثر فاعل داخل الفصول الدراسية؟ وكيف يمكن للمدرسين دمج التكنولوجيا في تعليمهم بنجاح ؟

من خلال هذا المقال سأحاول أن نجيب على هذا التساؤلات، وذلك من خلال عرض نماذج لدمج التقنية في التعليم، والتي سيكون لها حتماً أثر في اكساب الطلاب مهارات القرن 21.
أن ما نحتاج إليه بالفعل هو نموذج تنفيذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القائم على افتراض أن التدريس هو تفاعل بين ما يعرفه المعلمون وكيفية تطبيقه لما يعرفونه في الفصول الدراسية .
إن أحد معايير تصميم و تقييم أنشطة التعلم في القرن 21 هو دمج التقنية في التعليم، حيث يستخدم الطلاب التقنية:
- لإكمال نشاط التعلم أو جزء منه.
– في علمية التفسير و التحليل و التركيب و التقييم، و في توليد أفكار جديدة.
– لبناء المعرفة.
– عمل منتج يدعم حل المشكلات في العالم الواقعي، ويمكن للآخرين استخدامه.
وهكذا فمعرفة المعلم للمهارات المطلوب تحققها، سوف تجعله يخطط الأنشطة و يضع الاستراتيجيات من أجل اكتساب هذه المهارات
ولكن كيف يستطيع المعلم أن يخطط من أجل استخدام التقنية المناسبة و دمجها في أهداف التعلم بطريقه تنمي تلك المهارات، لتساعد التقنية و تدعم الطالب حتى يصل إلى تلك المهارات المطلوبة.
في هذا الصدد، وجد مجموعة من المهتمين والباحثين أن ذلك ممكن اعتمادا على مجموعة من الأطر و النماذج التي تهدف إلى دمج التقنية في التعليم ومنها :
1- نموذج TPACK
وهو إطار المعرفة الخاص بالمحتوى والتربية والتكنولوجيا (Technological Pedagogical Content Knowledge Framework) الذي يهدف إلى توضيح كفايات ضرورية للمعلمين تمكّنهم من دمج التكنولوجيا بالتعليم (Mishra & Koehler, 2006).
“التدريس الجيد لا يعني فقط أن نضيف التكنولوجيا إلى التدريس وإلى المحتوى، بل يتعداه لإنتاج مفاهيم جديدة تتطلب تطويرا حساسا للعلاقات بين هذه المعارف الثلاث، كما يوظفها الإطار الخاص بالمحتوى والتربية والتكنولوجيا” (TPACK Jimoyiannis, 2010).
أ- مكونات نموذج TPACK
TPACK هو النموذج الذي يجمع بين ثلاثة مجالات من المعرفة وهي:
– المعرفة التكنولوجية TK.
– معرفة المحتوى CK.
– المعرفة التربوية PK.
بحيث يهتم هذا الإطار بكيفية عمل هذه المجالات الثلاث معاً لزيادة الدافعية للتعلم لدى الطلاب و الحصول على تدريس أكثر فاعلية وتنمية مهارات القرن 21.
ب- مجالات هذا النموذج
تتلخص مجالات هذا النموذج في:
– معرفة المحتوى CK: وتشير إلى أن المعلم هو المسؤول عن التدريس، و يقصد به معرفة المادة العلمية، كأن تكون مادة رياضيات أو لغة إنجليزية أو حاسب آلي.
– المعرفة التربويةPK: وتشير إلى أسلوب التدريس ومعرفة المعلم بمجموعة متنوعة من الممارسات التعليمية وطرق التدريس والاستراتيجيات التي تعزز تعلم الطلاب.
– المعرفة التكنولوجية: TK وتشير إلى معرفة المعلم بالتكنولوجيا التقليدية والجديدة التي يمكن دمجها في المناهج الدراسية.
و يرى ميشرا و كوهلر (2006) أن إطار TPACK يعمل امتداداً لتوصيف شولمان (1986) لمعرفة المعلم PCK والنظر بشكل واضح إلى أهمية المعرفة التكنولوجية و ما يمكن أن تقوم به في التدريس الفعال.
2- نموذج SAMR
هو نموذج لتكامل التكنولوجيا في التعليم صممه الدكتور Dr. Ruben Puentedura ونجد أنه اختصار لأربع مستويات من مستويات دمج التقنية في التعليم Substitution Augmentation Modification Redefinition، وقد قرر الباحثون أن دمج التكنولوجيا ينتقل عادة من خلال مستويات محددة. يتم فيها ارتفاع مستوى النشاط وزيادة الاستفادة التعليمية.
وعموما يتميز هذا النموذج بــ:
– من خلال هذا النموذج القائم على أربع مستويات، يتم الانتقال من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى، وهذا شبيه بتصميم بلوم للأهداف المعرفية.
– من خلال هذا النموذج يمكن الانتقال من مرحلة منخفضة في دمج التقنية في تعلم الطلاب إلى مرحله متقدمة.
– يتميز النموذج كذلك بكونه يراعي أن الطالب يقوم في البداية باستخدام التكنولوجيا كبديل عن الأدوات التقليدية، (استخدام برامج معالجة النصوص في كتابة أو حل ورقة العمل كبديل عن استخدام القلم و الورقة قبل الانتقال إلى استخدام التقنية بطريقة مبتكرة لتحقيق أهداف ومهارات عالية).
– يمكن للمعلم أن يوجه طلابه لكي يبدعوا ويكونوا مبتكرين في استخدام التقنية، رغم وجود معلمين يستخدمون التقنية فقط كبديل للأدوات التقليدية في التعلم.
أ- مستويات نموذج SAMR

- كيفية استخدام بعض أدوات مايكروسوفت لدمج التقنية في التعليم

أ- تطبيقات لمستوى الاستبدال Substitution
– OneNote: لتدوين الملاحظات و التخطيط وصياغة وكتابة المهام والكتب الرقمية.
– Office Sway: إنشاء عروض تقديمية.
– OneDrive: من أجل تدوين الملاحظات و عمل ملصقات تعليمية باستخدام PowerPoint و إنشاء ملخصات حول موضوعات مختلفة.
– Win 8 Apps: البحث عن التطبيقات، استخدام ويكيبيديا، تطبيق الجدول الدوري، تطبيق التشريح البشري ثلاثي الأبعاد.
نشرت بتاريخ:
15/02/2019