تاريخ النقود الإسلامية هو قصة غنية تبدأ في عصور قديمة، حيث تم سكها في فترات زمنية مختلفة. قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان العرب يتداولون بالدينار الذهبي الذي يعود للإمبراطورية البيزنطية، بالإضافة إلى الدرهم الفارسي الذي كان شائعا في الإمبراطورية الفارسية، إلى جانب الدرهم اليمني المرتبط بها.
كان العرب يعتمدون على الأوزان بدلاً من الأعداد، حيث كانت العملات مصنوعة من معادن ذات قيمة ذاتية. أما الدراهم الفضية الفارسية، فقد كانت لها أوزان محددة، وتوافق العرب على التعامل وفقًا لهذه الأوزان. وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، وجد أن الناس هناك يتعاملون بالأعداد، فقال: "الوزن وزن أهل مكة والمكيال مكيال أهل المدينة"، مما يعني أن التعامل بالدرهم كان دقيقا كما هو الحال في مكة، بينما كانت التعاملات في المدينة تتعلق الزكاه وغيرها من المعاملات.
كان الدينار الذهبي يزن حوالي 4.25 جرام، بينما كان الدرهم الفضي يزن حوالي 2.975 جرام، وكان سعر الصرف يشير إلى أن 7 دنانير من الذهب تعادل 10 دنانير من الفضة. بجانب هذه العملات، كانت هناك أيضًا عملات أخرى مثل النحاس البرونز، التي كانت تعرف بالفلوس، وهي كلمة لاتينية تعني "فولس"، وكانت تأتي من شمال إفريقيا ومصر التي كانت تحت السيطرة الرومانية في ذلك الوقت.
حتى بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، استمر التعامل بالدينار الذهبي والدرهم الفضي الفارسي واليمني حتى تولى الخلفاء المسلمون من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك، ظهرت مشكلة بعد الفتوحات الإسلامية وازدهار الدولة الإسلامية، حيث بدأ التعامل بالنقود غير الإسلامية في ظل تزايد القوة والنفوذ غير مناسبه لأنها كانت تحمل صور الملوك والحكام، بالإضافة إلى رموز الديانات غير السماوية أو شعائر غير دينية، فقد استمر التعامل بها منذ عهد الخلفاء الراشدين وحتى الدولة الأموية، حتى جاء عبد الملك بن مروان، الخليفة الخامس الأموية، الذي تولى الحكم في عام 65 هجري. في عهده، تم تغيير النظام النقدي، حيث تم التفكير في إصدار عملة إسلامية تحمل شعار التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وفي عام 74 هجري، تم سك أول العملات الإسلامية، وهو الدينار الإسلامي الذي كان يحمل الشهادة، بالإضافة إلى صورة الخليفة.
في عام 75 هجري، تم فرض هذه العملة على جميع الدول الإسلامية، مما منحها قوة وسيطرة في التعاملات اليومية، حيث تم التعامل بها بدلاً من العملات الأخرى مثل الدينار الذهبي والدرهم الفضي، مع فرض عقوبات صارمة على من يتعامل بغير النقود الإسلامية.
وكان هناك أسباب أخرى أدت إلى ظهور النقود الإسلامية وازدهارها، منها سقوط الإمبراطورية الفارسية، حيث كانت النقود الفارسية تتعرض للتزوير والغش، مما أفقدها الثقة في التعامل. ومع الفتوحات الإسلامية التي استمرت على مدار 91 عاماً تحت حكم 14 خليفة، امتدت الدولة الإسلامية من الصين شرقاً إلى جنوب إسبانيا وفرنسا غرباً، ومن تركيا وجنوب إيطاليا شمالاً إلى إثيوبيا وغابات أفريقيا جنوباً.
هذا التوسع جعل الإمبراطورية البيزنطية غير قادرة على طرح نقود أو دراهم ذهبية تنافس الدينار الإسلامي، الذي كان يتميز بضبط أوزان مقارنة بالعملات الأخرى من الذهب والفضة، بالإضافة إلى وجود بعض العملات الأخرى مثل الرقعة الصك الحوالة.