بقلم / حسام السندنهورى
كيف سيكون مستقبل اسرائيل ؟ إذا ما إنهارت الولايات المتحدة الأمريكية ( أميركا ) .
ماذا ستفعل اسرائيل فى هذه الحالة؟
هل ستعتمد على نفسها ؟ إقتصاديا و سياسياً و عسكرياً .
وكيف ستتعامل مع جيرانها من الدول العربية و كيف سيتعاملون هم معها إذا ما انهارت أميركا ؟
سؤال هام و فى منتهى الأهمية .
هل ستنتهى إسرائيل حينها وتزول من الوجود ؟
ام أن سلاحها النووى سيحميها من أعدائها و يردعهم من الهجوم عليها؟
أم سيلجأ الطرفان إلى السلام و العيش معاً ؟
أم ستلجأ إسرائيل الى الإرتكان إلى قوى عظمى دولياً فى حال صعود تلك القوى بعد إنهيار أميركا ؟
وهل تقبل تلك القوى الصاعدة بعد إنهيار أميركا إلى قبول الإرتكان الإسرائيلى عليها و تتفق إرادتهما معاً ؟
أيام أن كانت بريطانيا قوة عظمى إرتكنت إسرائيل إليها حتى قامت بريطانيا بإصدار وعد بَلفور و الذى تعهدت فيه بريطانيا بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين .
و قامت حرب 1948 و إنهزم العرب لسبب أو لآخر .
و قامت الدولة الإسرائيلية و بعد أن بزغ نجم أميركا سارعت إسرائيل بالتحالف معها و أصبحت حليفتها و طفلها المدلل فى المنطقة .
و من قبل بريطانيا حاولت إسرائيل ( اليهود حينها ) بمغازلة الدولة العثمانية و لكنها فشلت فى تحقيق أحلامها .
فهل إرتباط إسرائيل بأميركا سينهيها بنهاية أميركا ؟ أم أنها ستسطيع الإستمرار بدونها ؟
إسرائيل برغم إرتباطها سياسياً و إقتصادياً و عسكرياً بأميركا إلا إننى فى مقالى هذا الذى أُسلط فيه الضوء على هذا الموضوع الهام أُدرك أن إسرائيل قادرة على الإستمرار بدون أميركا .
فهم يتابعون ما يحدث على الساحة السياسية الدولية و يجيدون فن التعامل الدولى مع القوى التى قد تِحل محل أميركا و سيلجأون للإرتباط بها فإن لم يستفيدوا من تلك القوى فهم على الأقل سيتقون شرها .
بالإضافة إلى شعور إسرائيل بالقوة النووية التى ستحميها و تردع كل من يحاول الإعتداء عليه على طريقة شمشون علىّ و على أعدائى .
و أمام إسرائيل فرصة جيدة لتحقيق السلام العادل و الشامل و الدائم مع جيرانها العرب فعليهم ألا يضيعوا تلك الفرصة فتحقيق السلام بهذه الصورة سيضمن بنسبة كبيرة أمنهم و مستقبلهم .
وذلك شريطة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة و التى يطالبون بها منذ عقود.
ولا أستبعد فى هذه الحالة أن يقوم العرب بالدفاع عن إسرائيل و يتحالفون معها ضد أى عدوان ضدها و أن تقوم أيضا إسرائيل بالدفاع عن العرب ضد أى عدوان موجه ضدهم .
إن إسرائيل ستكون مخطئة إذا ما إعتقدت و ربطت نفسها بأمريكا . فالتاريخ يقول لنا أنه لا قوى عظمى تدوم للأبد .
فأميركا و هى تريد أن يصبح هذا القرن هو القرن الأمريكى فهى متوهمة أنه لن يقف ضدها أحد.
فالمثل المصرى العامى يقول :- " يا روح ما بعدك روح "
فإذا ما تمادت أميركا فى سياساتها فالعالم كله سيقف ضدها و لن تقو ساعتها على مواجهة دول العالم التى ستجتمع ضدها و ضد سياساتها .
فعلى إسرائيل أن تدرك ذلك قبل فوات الأوان.
فالعدل أساس الملك .
وسياسة أميركا تفتقد لذلك العدل بدليل أنها تساوم تجاه القضية الفلسطينية بالرغم من الاتفاقيات التى وقعها كلاً من الإسرائيليين و الفلسطينيين .