إلى أبنائي ... إذا هز الخريف أوراق عمري وتساقطت قوتي وتلاشت هيبتي وبان ضعفي ، إذا وصلت إلى أرذل العمر وثقلت السنين فوق أكتافي وخف بصري و ارتعشت أطرافي ، أرجوكم كونوا لي عصايَ و نظارتي و دوائي، ارحموا شيخوختي قبّلوا شعري الأبيض و تقبلوا هذياني ونسياني .. ارحموا تجاعيد السنين في ملامحي و بين أجفاني، اذا ذبل صوتي و تقوس ظهري وتشابه يومي وأمسي ... تحلوا بالصبر معي عانقوني بالرحمة كما عانقتكم بالحنان صغارا ... تفهموا احتياجي لوجودكم بحياتي كما تفهمت احتياجكم لوجودي بحياتكم في وقت ضعفكم و شبابي .... لا يزعجكم صمتي و انصتوا لحديثي وإن لم تروق لكم كلماتي ... تذكروا عطائي و صبري و تضحياتي تذكروا كيف وضعت نفسي ورغباتي و العالم على رف النسيان و وضعتكم قبلي و في قلبي و أمام عيني وجعلتكم كل حياتي .... اهدوني قربكم و اشعروني برضاكم عني فأنا أعلم أن حملي ثقيل عليكم و أن تصرفاتي لاتروق لكم و أنكم تعيشون بزمان يختلف عن زماني ... واعلم أنكم تواجهون صعوبة بتقبل أفكاري ...
أبنائي ،، أعلم بأن عيونكم اعتادت أن تراني شابة قوية مارست بحياتكم دور الأم الحنونة و الأب الحازم معاً .. اعتادت قلوبكم على وقوفي و عطائي و أعلم أن تبادل الأدوار في نهاية المطاف شيء ليس سهلاً إذ أن الدور غريب عليكم و حياتكم فاضت بالمتاعب والضغوط ..و أتمنى ألا أكون بقائمة تلك المتاعب .
إلى أبنائي..... إني أحبكم جداً فأحبوني .💔