في التجربة اﻷولى لي للتدوين هنا, وجدت صعوبة في التحدث بالعامية كعادتي أو بأي لغة أخرى غير العربية. عادة لا أتكلم بالفصحى, لعلمي بجهلي بها. ولكن فلنتشبه بقوم الفصحى ههنا وأن لم نملك لسانهم.
ماذا سأكتب؟ أول سؤال راودني عندما قررت أن اجرب التدوين باكتب للمرة اﻷولى. لقد تعرفت على هذا الموقع من قبل, ولكني لم اجربه منذ الحين. في كل مرة أفكر بتجربته, يأتي السؤال.."وماذا سأكتب؟"
هذه المرة قررت أن أضغط على "اكتب أول تدوينة" من صفحتي الشخصية وأن أدع التجربة تقرر ماذا سأكتب. أدون بغير الفصحى و غير العربية منذ 2010 وفي كل مرة ادع التجربة هي التي قرر. نادرا ما أخطط ﻷي شيء مما كتبت ولكني دائما استشعر في مدونتي أنها من مذكراتي..فلا أخشى الخطأ ولا النقد. ولكن ههنا, بما أنها أول تجربة, رأيت الكل يكتب بلسان غير لساني فخشيت النقد في ضعف اللغة وشعرت بأن على أي حال ليس هذا مكاني بعد.
ولكن كعادتي, أوقف الخوف بالتجربة.
تفاجأت بشكل صفحة التدوين, جميلة هي. بيضاء وفارغة ليس بها ما يشتت العقل. فتذكرت رسمة رسمتها من قبل عندما سألني أحدهم عن كيف أراني وتذكرت كم أعشق اللون اﻷخضر مع اﻷبيض. ثم عندما نظرت إليها مرة أخرى, سألتني...من أنا؟
وتذكرت أنني لست ما أفعل ولا ما أقول وأين أعيش ولا ما أعمل ولا أي شيء من هذا.
تذكرت سؤال الشيخ علي أبو الحسن ﻷحدهم في أمسية قد حضرتها له من قبل.
سأله "من أنت" .فرد هو : " أنا محمد طالب هندسة.."
لم يعطه الشيخ فرصة ليكمل أجابته وسأله..وأن فقدت الهندسة لم تصبح أنت؟
وقال: أنا أسألك عن من أنت, ولا أسألك عما تعمل.
رد صاحبنا يومها..بتشكيل اسمه : أنا مُحمد..
وتكلم عن ما يكون في ذاته.
يومها علمت..أنني أعمق من مجرد ما في الكون من محسوسات. لربما أنا ما بقى معي للآخرة ؟
ربما أنا أخلاقي؟ ربما أنا شغفي؟ ربما أنا شخصيتي؟ ربما أنا طموحي؟ ربما أنا أحلامي المحققة؟ أو حتى الغير محققة؟ ولكن كل هذا المعاني تتغير معي..أو أتغير معها.
ماذا يبقى معي للآخرة؟ ..تذكرت الروح ..وههنا تذكرت قول الله: " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً"
لربما الروح في غموضها كغموض ما رسمت.
فكما كان يقول أحدهم "تعاش ..ولا توصف" :)