الشعور ليس أن تعيش العاطفة وحسب، بل الأعلى من هذا الشعور الأعمى ؛ هو أن تعي العاطفة: إلى أين تأخذك فيما لو غرقت فيها أعمق، هذا ما يسميه علماء الدماغ بالوعي العاطفي.
إن الإشكالية تجاه عواطفنا يظهر عندما تغادرنا ذكرى الموقف الذي عشناه، لا لأن الزمن قد جرى عليها بتبعاته، بل لأننا لم نتمكن من التمهل في الاستمتاع بملئ عاطفتنا حين تفجرت لحظتها، أي أننا فقدنا اللحظة بعدم تسجيل عاطفتنا التي حملتها .
والحرج يزداد حين نريد أن نصير كتَّابا، أو شعراء، أو أي مهنة ترتكز على الكتابة والكلام بشكل أصلي للتعبير عن العاطفة والفكرة. فبناء اللغة يحدث تاليا لاستشعار العاطفة وتوكيدها في النفس، وحين تعوزنا مفرداتنا في التعبير عما نجد ؛ قد يكون السبب عائدا إلى نوع من الكبت أو الصمت العاطفي؛ إما أننا مارسناه على أنفسنا مرارا، أو أن البيئة حيث نشأنا وعشنا لا تسمح بتداول التعبير عن العواطف فيها. لذا يصير صعبا أن تنتج مثل هذه التجارب "المنعية" كاتبا يضيف قيمة على فهم الحياة لنفسها، حين فهم هو نفسه.
ونعيد فنكرر أن مقولة "أن نفهم أنفسنا" معناها: أن نكون واعين بعالمنا الداخلي العاطفي، ثم أن نمتلك القدرة للتعبير عنه.