للاجئين وليل بردهم الطويل…وللمغرقين في القبر الأبيض المتوسط..وللرضيع الذي حطم كل حصون الصبر. قفي قليلا على جرحي ودُلّيني. أنّى المفرّ فهذا الجرح يدميني. ماذا أقول وكيف الحرف أُنجده والجرح يتبعني من بدء تكويني جرح العراقي أشكو أم تُرى وجعي جرح الدمشقي أم جرح الفلسطيني أم لليمانيّ نزف الجرح يسأله ما للعروبة بالأوجاع ترميني قفي طويلا فهذا الأمر حيّرني لكأنني وجع مذ نشأة الطينِ في صرختي ألم لله أرفعه كالصوت أسمعه دوما يناديني في لُجة غرِقا في البيت مُحترِقا إذ أُسرجت نار من كفّ صهيوني ما للمدى ودمي لكأنما بدمي كنز يودّ به أموال قارونِ ووجوه من ظلموا لكأن ما علموا أني الشقيق لهم في الأرض والدينِ وكأنّما عبدوا غير الإله فهُم قد قدّموا جسدي بين القرابينِ ونظرت في وجع للأرض إذ صرخت هدوّا تواريخي باعوا نياشيني من تدمر وأسى نمرود يبكي لها دهر من المجد مذبوحا بسكّينِ مسكينُ من خدعوا إذ قولهم خُدعُ وحرابهم زرعوا في ألف مسكينِ وأنا الذي هدموا بيتي وما رحموا ضعفي ولا جزعي يا للملاعينِ فلجئت مرتحلا بالحزن مكتحلِا لا أفقَ يعرفني لا سقفَ يؤويني خلفي أرى شعبا قد مزقوه فلا هم أنجدوه وقد باعوه في الحينِ ناديت ما سمعوا جيران أعرفهم إذ صرختي وصلت للهند والصينِ وسعيت أطلبهم هبوا لنجدتنا يا نخوة العربي يا رجع حطّينِ ودعوت معتصما فعساه يغضب لي أو عنتر العبسي بالعون يأتيني لا الخيل قد صهلت لا القوم قد فزعوا في غيهب سمدوا والرأس في الطينِ وشيوخ مكذبة لله ما عرفوا بالناس قد فعلوا فعل الشياطينِ إبليس خادمهم مجذوب حضرتهم تلميذهم ذهِلا يرنو كمفتونِ ومضيت إذ ضاقت والأهل قد ذاقوا من ويل ما شهدوا للبحر يدعوني وركبت في ملإ من كل مخمصة فروا وقد حلموا بالحور والعِينِ حضني حوى ولدي في حرقة الكبدِ والموج ذي الزبدِ يرجو ليُثنينيِ والليل في غُصص كم قص من قصصِ عن ألف قافلة في اليم فاتوني لكنهم غرقوا ما كنت أسبقهم والموج مرتفع حولي يحاذيني والموت منتظر في لجّة ولهُ في قلبه ولَهٌ يغزو شراييني قد كان مركبهم في البحر مشنقة للحتف ظامئة والسمّ تعطيني تلتف تخنقني أطفو فتغرقني والماء يحرقني والبرد يكويني في أبيض جثث سوداء يقبرها لا صوت حورية غنت لتسبيني وهفت بي صور للأرض أزرعها والحقل مبتهج بالزهر يغويني والشام أعشقها ما كنت أتركها لولا مجازرهم للموت تهديني ورأيت في جزع طفلي على وجع في الماء مبتهل لله ينجيني وذكرت ضحكته فرحي بمولده إذ أمّه ابتسمت مثل الرياحينِ سميته وطني ومنحته زمني اورثته مِحني ومضيت أبكيني يا زهرة غرقت في اليم قد غرقوا في لعنة أبدا كل السلاطينِ


لمزيد من التفاصيل وأخبار أخرى على : www.fb.com/moustapha.1994