ازال "مصطفى الكتاب" الستار عن واقع مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي ابان حرب التحرير الصحراوية, التى لطالما التقطتها اذاننا خلال جلسات الشاي من افواه الكهول ..حيث نسجت انمال الكاتب خيوط احداثها كما ينسج العنكبوت وكره ,سيد الصفحات مقاتل يدعى "زيني" مثله مثل رفاقه غير مكثرتين إلا لأمر واحد _تحرير الارض وصيانة المشروع الوطني_ وهو ما نذر له نفسه خير نذير .
ترك كتيب ذكرياته في دائرة "الدورة" بالمخيمات الصحراوية بجوار امه التى اضافة التجاعيد على وجهها لون اخر, بمعية "هيم" المتفانية التي اخذت مكان "قالية" الملتحقة هي وابنها "حمدي" ذي الستة اشهر بركب شهداء "القلتة" … عندما يداعب "زيني" صفحات هذا الكتيب ذي الرائحة التراجيدية يتمتم وشفتيه ترقصا خشوعا ,انا لله وإنا اليه راجعون …ويمسح دموعا حارقة على خذه, صدق طرفة بن العبد في ذالك –ظلم ذوي القربة اشد مضاضة من وقع الحسام المهند- .
كل هذا زاد"زيني" اسرارا واندفاعا لجبهات القتال الامامية, قتال من ضربوا بالدين والدم والأرحام عرض الحائط ..شقت زغاريد رصاص "زيني" ورفاقه بكافة النواحي العسكرية ترسانة العدو المحصنة ,رجال سمر تحركاتهم ارادة ثابتة وإيمان عميق بالقضية ولا شيء غير القضية.. جرحى مضرجين في دمائهم النبيلة التي تسطر حدود طبوغرافية الوطن ,وشهداء مثل "زيني" اضاءت دمائهم طريق النصر والحرية ..ونحن كما هم سنظل نبرم صفقاتنا مع الاستشهاد والفداء , طالما الاخر يصر على سلبنا ما هو لنا او يتمادى للحصول على صك ينتزع منا كرامتنا .