هناك تاريخ فكري في مؤلفاتنا العربية أن لنا مواجهته ! وثمة تنبيهات يلزمني تفسيرها فيما يحوم حول كلمة "مواجهة" من إشكاليات. وهذه المرة، لا أقصد المؤلفات التراثية القديمة، إنما ما تم نشره في الخمسين عاما الماضية- على أكثر تقدير- مما نطلق عليه نتاجات حديثة أو معاصرة.
المواجهة فكرية فقط، محدودة في مفرداتها، غير متناولة للتاريخ الشخصي للكاتب أو الجهة التي ينحدر منها.
المواجهة لا تعني الصراع ولا التقابل، إنما الأخذ والرد، ثم الرد والأخذ المضاد، في دراسة هذه الأطروحات بغية تقليب احتمالات العفو عما بدر من انحراف في زاوية النظر عند الكاتب ، حتى الوصول إلى جلاء الحقيقة إما معه أو عليه.
المواجهة تهدف إلى تنقية الرواسب النفسية العالقة بأهداب الأفكار، كالعنصرية، الاستعمارية، الجمود والأحادية ، وكلها أوبئة تبتلى بها الأطروحات من كل لون.
المواجهة تنجي من الرفض التام. فالإقصاء وعدم الاعتراف بالكاتب وكتابه مهما اختلفنا معه، لن يقضي على الأفكار ويطويها أدراج النسيان. بل، إنها ستعثر دوما على من يخرجها ويتعصب لها حتى لو كانت باطلا.
فلِمن يدوم الصواب؟!