لذكراكَ في البالِ جـرسٌ يرنُّ!
فيصحـو الفــؤادُ، يئـنُ ، يئـنُّ !
***
يُنــادي عليـكَ بكـلِّ اشتـيــاقٍ
ويرنــو إليــكَ عســاكَ تـمُــنُّ
***
وتلك العصافيرُ تصحو وتغدو
تُزقــزقُ شـوْقـــًا إليــكَ تحـنُّ
***
فليـتــك تهــفــو إلـىَّ وتعـفـو
فيشــدو القيثارُ بفــرحٍ يـهـنُّ ! (*)
****
شعر: سليم نصر الرقعي
(*) معنى كلمة (هَنَّ) كفعل: هَنَّ هَنًّا وهَنِينًا أي بكى بكاءً مثلَ الحنين، هَنَّ إِلَيْهِ، أي حَنَّ، هَنَّ الْمَرِيضُ أي: أَنَّ.. والمقصود هنا ذلك الشعور المختلط العجيب حينما يمتزج الحزن بالفرح بالحنين عند لقاء الحبيب بعد طول غياب وفراق بلغ حد اليأس، وعند اللقاء يتحول كل ذلك الحنين (المكبوت والمتراكم) إلى شكل من أشكال البكاء والأنين والهنين!... كطفل تاه عن أمه وعاش لحظات خوف وحيرة وحنين لأمه ثم حينما يجدها ينفلق بالبكاء!.. هل هو بكاء حزن أم فرح أم بكاء حنين أم خليط من كل ذلك؟ فالمشاعر الفطرية الأولية كالألوان الأساسية البسيطة (الأحمر والأزرق والأصفر) لكنها حينما تختلط وتمتزج في مركز الشعور والاحساس بالقلب تكون النتيجة مشاعر جديدة مركبة!