العاقبة ؛ سميت بذلك لأنها تأتي جزاء على تصرف ما قام به أحدهم ، ويستوي بالتعبير في العاقبة بين الفعل الحسن والفعل السيء ، فلله عاقبة الأمور.


وهذا يعني أن قانون المجازاة ليس يحكم حياة البشر وحسب، بل إنه ضمن قوانين الكون الذي يمسي معها عالمنا البشري قطعة من منظومة لا تنفك، ولن تنكسر لصالحنا بأي شكل. والقوانين الكونية ما تزال تذهل العلماء والباحثين في أحوال الحياة والكون، حتى وصل الشطط ببعضهم إلى أن يعتبرها قوانين عمياء! لا لأنها تخبط عشوائية، بل على النقيض تماما، لأنها لا تتخلف ولا تتوقف عن الاستطراد الأصيل فيها غير عابئة بالحالة العاطفية لمن سيقع عليه هذا القانون أو ذاك. إنها تفعل فعلها وحسب.


وعودة إلى قانون العاقبة ، فإنه كما أن الفعل الجميل لا يُنسى ولا يتلاشى  في الأثير، فإن الإساءة كذلك لا يبطلها التقادم، أي مرور السنين عليها. وقانون العافية لا يدفعه قانون الغفران الذي هو من قوانين الروح اادائرة في الكون ومعه، فحتى لو عفا وصفح وسامح المظلوم، فإنه يرتاح من استنفاذ طاقته في تمني الشر  الظالم . والتي هي نية مذمومة على كل حال. ولكن، هذا لا يعطِّل فعل الكون القادم على هذا الفساد ليستأصله، لأن الاختلال في زاوية من الكون، بِما يضمه هذا الوجود من عوالم- مرئية وخفية- يسبب الخلل في توازنه، فيسارع الكون إلى فحص مسارات هذا الخلل ليصلحها وينصلح بها، فإذا ما وصل إلى بؤرة الاضطراب استأصلها دون التفات للضعف الذي قد يكون لحقها على مر الزمن! والأمر كله محكوم بفترة زمنية تطول أو تقصر حتى  تحصل عملية الاجتثاث هذه.


إنه لمن المخيف أن يتسلط الكون بكل قواه وجبروته-بإذن ربه-  على إنسان واحد يراه يحدث خللا فيه، ولكنه الصدق والعدل في كلمات الله المبثوثة في كل ما خلق، فقد وعد الله مخلوقاته بموجب تسليمها واستسلامها له؛ أن يحفظ لها قوامها وسلامها وحقها.

(إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا)