(هل العالم يسير نحو التخنث!!؟؟؟)
(محاولة للفهم!)
************************
الذكورة والأنوثة هما الاساس الطبيعي للتكوين البشري الانساني، فالرجل ذكر والمرأة أنثى ... الذكورة شكل وميل وسلوك، شكل ذكوري وميل ذكوري وسلوك ذكوري، فهي مجموعة من الصفات البدنية (فسيولوجية) والنفسية (سيكولوجية) التي تميّز الذكران عن الإناث.. والانوثة شكل وميل وسلوك، شكل انثوي وميل أنثوي وسلوك انثوي، فهي مجموعة من الصفات البدنية (فسيولوجية) والنفسية (سيكولوجية) التي تميّز الإناث عن الذكران.. وبين أقصى الذكورة واقصى الانوثة درجات متفاوتة، ففي التكوين الفعلي للبشر يُوجد في جسم ونفس وعقل كل منّا مزيجٌ من الذكورة والأنوثة، تختلطان وتعتلجان في تكويننا البدني منذ بداية التكوين الجنيني ونحن في أرحام أمهاتنا، فاذا رجحت كفة الذكورة على الأنوثة اصبح الجنين ذكرًا، واذا رجحت كفة الأنوثة على الذكورة اصبح الجنين أنثى! ، الا أن هناك بلا شك (فروق فردية) بين الذكور من حيث شدة وكمية الذكورة بالقياس لكمية الأنوثة فيهم، كما أن هناك (فروق فردية) بين الاناث من حيث شدة وكمية الأنوثة بالقياس لما فيهن من صفات الذكورة!... وهنا يمكننا أن تخيل (خط بياني افقي) ذي تدريج رقمي يبدأ من صفر إلى عشرة باللون الأزرق جهة اليمين، حيث نجد في اقصى اليمين الذكورة في صورتها النقيّة والكاملة وشدتها القصوى[1]، ثم يبدأ من صفر جهة اليسار باللون الأحمر حتى العشرة حيث نجد في أقصى اليسار الأنوثة في صورتها النقيّة الكاملة وشدتها القصوى[2]، وبين هذين الطرفين المتباعدين - من أقصى اليمين الذكوري حتى أقصى اليسار الأنثوي - تقع ذكورة الرجال وانوثة النساء بدرجات متفاوتة!، فهناك رجال اشد ذكورة من غيرهم، وهناك نساء أشد انوثة من سواهن، وهناك ذكور يقتربون في مظهرهم البدني أو ميولهم وطباعهم النفسية وفي تصرفاتهم السلوكية - حتى في طريقة تعاملهم مع الواقع والأحداث والمشكلات - من مواصفات الإناث!، وهناك في المقابل إناث يقتربن في مظهرهن البدني وميولهن وطباعهن النفسية وتصرفاتهن السلوكية - حتى في طريقة تعاملهن مع الواقع والاحداث والمشكلات - من مواصفات الذكور!، هذا أمر مشاهد وملحوظ بل وملموس في واقع الناس، حتى في طريقة المشي والحديث قد تتأثر بكمية الذكورة والانوثة في هذا الانسان .. مشية الذكر غير مشية الأنثى!، وطريقة كلام الذكور غير طريقة الاناث!.. وفي المنطقة الحدودية بين الذكورة والانوثة قد يحدث التباس بدني أو نفسي أو الأثنين معًا بين نوازع الذكورة ونوازع الأنوثة، فتلتبس الأمور على صاحب هذا الحال الملتبس!، وهو أمر نادر الحصول بالقياس للحال العام عند أغلب البشر!.
ولكن بشكل عام في كل منّا سواء أكان ذكرًا أم أنثى خليطٌ من الذكورة والانوثة، فالرجل يفترض أن تكون كمية الذكورة فيه هي الغالبة بينما المرأة يفترض ان تكون كمية الأنوثة هي الغالبة، مع ذلك قد نجد رجلًا يتمتع بمظهر ذكوري واضح وكبير من حيث الشكل البدني ثم مع ذلك نجد تصرفاته تميل الى التصرفات الانثوية!!، ونجد امرأة ذات مظهر انثوي واضح وكبير ومع ذلك نجدها في تصرفاتها تتصرف بشكل ذكوري!!!.
***
في كل رجل هناك أنثى تم استبعادها منذ بداية التخلق الجنيني في بطن امه، وهذه الأنثى المقموعة قابعة هناك في الاعماق البدائية اللاشعورية والمَنسية والمُلقاة في سلة المهملات!، هذه الانثى المهزومة المُسْتبعدة يمكن في ظروف استثنائية شاذة قد تحاول ان تعود الى الشعور من اعماق اللاشعور كي تثبت وجودها وتظهر نفسها عند تعرض الذكورة الى احباطات كبيرة وهزائم نفسية متكررة عند الطفولة وسن المراهقة!، حيث تستغل هذه الانثى القابعة في سلة المهملات هذه الظروف وهذه الذكورة المُحبطة والمهزومة للاستحواذ على زمام العقل والنفس لإعادة تشكيل الشخصية في اتجاه التأنيث!، ومن هنا تظهر مشكلة (التخنث) النفسي الذهني السيكولوجي وهي غير مشكلة التخنث البدني البيولوجي الذي ينشأ منذ البداية نتيجة عدم قدرة اي من الطرفين المتنفسين في بذرة البشر الاولى (الذكورة والأنوثة) على حسم معركة الترجيح في التخليق الجنيني بين الذكورة أو الانوثة، فينتج عن هذا العجز او التعادل ظاهرة الالتباس الجنسي اي وجود جنين مخنث من حيث العضو التناسلي (تشوه خلقي) بعضوي جنسي ملتبس!.. في المقابل يمكن القول ان في اعماق كل امرأة هناك ذكر تم استبعاده منذ بداية التخليق الجنيني لصالح التأنث، ذكر مُبعد قابع هناك في الاعماق البدائية اللاشعورية المنسية في سلة المهملات، هذا الذكر المهزوم المستبعد في جسم ونفس المرأة يمكن، لظروف غير طبيعية، أن يتحرر من محبسه في اللاشعور وينطلق محاولًا من جديد زحزحة الذكورة عن زمام قيادة الشخصية النسائية، لإثبات وجوده الذكوري والاستحواذ على شخصية المرأة !، ومن هنا تظهر مشكلة (المرأة المُسترجلة) ذات الطابع الذكوري وهي غير تلك الحالة التي ذكرناها سابقًا والتي تنشأ منذ البداية في بدايات التخلق الجنيني حين يعجز الطرفان المتنافسان المتدافعان (الذكورة والأنوثة) عن انهاء التدافع بينهما بفوز احدهما على ضديده لتحديد جنس الجنين البشري لصالحه، فتكون النتيجة - نتيجة العجز عن الترجيح الفارق - ولادة (الخنثى)!، فالمرأة المسترجلة هنا - بعد سنوات الطفولة واثناء المراهقة أو حتى لاحقًا - تنتج عن هزيمة واحباطات نفسية متكررة للمطالب والروح الانثوية في المحيط العائلي والاجتماعي في فترة الطفولة والمراهقة مما يفتح - في أزمة الاحباط والانكسار النفسي للأنوثة - الطريق امام ذلك الذكر البدائي الكامن في اللاشعور والذي تم استبعاده في فترة التخليق الجنيني للعودة من جديد لإعادة تشكيل الجنس نفسيًا او ربما بدنيًا اذا أمكن عن طريق الاستعانة بتقنية الهرمونات!، فالمرأة هنا أو الطفلة أو المراهقة وبسبب احباطات نفسية نتيجة تجارب مؤلمة ومخزية تستدعي - لا شعوريًا - ذلك الذكر البدائي المُستبعد في مرحلة الطبخ الجنيني ليقود الشخصية الانسانية (المسحوقة) والتي فشلت (الأنثى) في حمايتها أو اسعادها أو كانت سببًا في إتعاسها!.. إنها ليست سوى محاولة بائسة ويائسة لإنقاذ الشخصية الانسانية الانثوية (الذات) من الواقع البائس!.. وكذلك الحال بالنسبة للذكر المتخنث!، فهو بسبب تجارب مريرة مؤلمة ومخزية مر بها في طفولته أو سنوات مراهقته يكره نفسه كذكر!... هذا الذكر المهزوم والضعيف الذي عجز عن حمايته أو اسعاده كل السنوات الماضية!، فيكون الحل (اللاشعوري) هو استدعاء تلك (الانثى) البدائية التي تم استبعادها في مرحلة الطبخ الجنيني في رحم الأم لتحاول انقاذ الشخصية الانسانية (الذكرية) التي فشل ذكرها في انقاذها، فتخرج تلك الانثى البدائية المُبعدة للهامش من أعماق اللاشعور والنسيان لتحاول انقاذ هذه الشخصية الذكورية الفاشلة واعادة تشكيلها كمحاولة بائسة ويائسة وأخيرة للخلاص من البؤس!!.
وهكذا ففي كل منّا ذكر وانثى، احدهما غالب وظاهر وفاعل، والآخر مستبعد ومهمل وكامن، بل ومطرود من ساحة الوعي والشعور منذ ايام التكوين الجنيني الاولى في رحم الأم، لكن هذا المطرود يتحين الفرص للعودة وللاستحواذ على شخصية الانسان فيجد الفرصة سانحة عند الأزمات النفسية الحادة للشخص ليعود محاولًا استلام زمام الشخصية بعد أن فشل (الجنس السابق) في حمايتها واسعادها!، وقد يجد هذا الجنس المستبعد المطمور في أعماق اللاشعور تشجيعًا من صاحب الشخصية ذاته للعودة في لحظة بؤس وجودي ويأس شخصي!، بل وقد يجد التشجيع الكبير من قبل البيئات الاجتماعية والهيئات القانونية والتعليمية والتربوية والتوجيهية في المجتمعات (الليبرالية المتحررة) التي تبيح (المثلية) بل وتشرعنها وتعتبرها (حقًا وأمرًا طبيعيًا من حقوق الانسان الفرد!) بل وتعتبرها (حالة سوية) وليست (شاذة) وتسمح - بالتالي - بإعادة تشكيل الهوية (الجنسية) للفرد حسب رغبته وهواه!، فبلا شك مثل هذه البيئات والهيئات والتشريعات تمثل بيئة مشجعة لتسريع وتوسيع نطاق هذه (التحولات الجنسية الجذرية) التي في الغالب في تقديري لا تحقق السعادة والهناء والاستقرار بالفعل لهؤلاء البؤساء (المتحولين) من جنس لجنس، بل تزيد من غربتهم وعذاباتهم وبؤسهم [3]!! .
***
الواقع - وبكل صراحة - أنه في عالمنا المعاصر تشجع الظروف والأحوال العامة على تسريع وتشجيع عجلة التحولات والانقلابات الجنسية وتوسيع دائرتها وبالتالي شيوع (المثلية) وخصوصًا ظاهرة (التخنث) من خلال أمرين!:
(1) الأمر الأول؛ ويتمثل في هذه الاجواء العامة المشحونة بالإحباطات النفسية العامة بسبب قسوة ومادية الحياة المدنية ونضوب الروح العاطفية وغياب الروح الرومانسية وضعف القيم الاخلاقية وحرمان الاطفال من نيل كفايتهم من (الحنان) و(الاحترام) في ظل عائلات رحيمة متراحمة وهما غذاء روحي ونفسي مهم جدًا في سلامة واستقرار وازدهار الشخصية الانسانية!.
(2) والأمر الثاني؛ يتمثل في الغلو الليبرالي الذي يكاد ينتقل بالليبرالية إلى خانة التحلل والاباحية بذريعة احترام الحريات الفردية!، فهذه الاجواء الليبرالية المتطرفة المتعاطفة مع ظاهرة المثلية وشرعنتها وتسويغها فكرًا وقانونًا بل واعتبارها حالة طبيعية وسوية وليست حالة شاذة مخالفة للطبيعة السليمة بلا شك تشجع على نمو هذه الظاهرة!.
فهذان الأمران بلا شك يساهمان في تشجيع وتسريع نطاق (المتحولين جنسيًا)، ضف الى ذلك ما اكدته بعض الدراسات الطبية من أن طبيعة الاغذية والمشروبات المصنعة تساهم في تحفيز المظاهر الأنثوية في الرجال مثل نمو الثديين عند الذكور وبعضها الآخر يساهم في زيادة الهرمونات الذكورية لدى الاناث!، فهذه الظروف العامة في عصرنا بلا شك تؤدي الى تشجيع وتسريع عجلة مثل هذه الانقلابات الجنسية، وهناك مخاوف حقيقية بالفعل من أن العالم يسير بالفعل في اتجاه تزايد ظهور (جنس ثالث)[4]، وهو جنس هجين، شكلًا وسلوكًا، من الأنوثة والذكورة، أو جنس الخُنثى!، الذي قد قد يتكاثر مستقبلًا بشكل متضاعف مع زيادة تعقيدات الحياة العصرية وقسوة الظروف البشرية وأيضًا مع انزلاق الليبرالية نحو هاوية الاباحية بغطاء احترام الحرية الشخصية للأفراد!!.
*******************
سليم نصر الرقعي
https://www.facebook.com/salimragi
[1] من ملاحظاتي الشخصية أن المرء الذي يتمتع بدرجة عالية من الذكورة البدنية والعضلية والنفسية (الشجاعة والإقدام) قد لا يتصف بوسامة باهرة في الوجه أحيانًا!.. فإذا اجتمعت مع هذه الذكورة والفحولة البدنية والنفسية والسلوكية، وسامة الوجه فإن هذا الرجل يكون قد بلغ قمة الذكورة التي من شأنها أن تُسكر عقول النساء وتصهر شغاف قلوبهن من أول نظرة!، كما حصل لسيدات القوم في عهد نبي الله (يوسف بن يعقوب) فهو - عليه السلام - قد اجتمعت فيه قمة ذكورة الجسم والنفس بقمة جمال تقاسيم الوجه!، وذلك لعمرك كمال ذكورة الرجال، وهو ما جعلهن من شدة اعجابهن به إلى درجة الذهول أن يقطعن أصابعهن بالسكين من حيث لا يشعرن أثناء تناولهن الفواكه بسبب صدمتهم ودهشتهم الغامرة أمام هذه الآية من الجمال الذكوري الآسر!.
[2] من ملاحظاتي الشخصية أن المرأة التي تتمتع بدرجة عالية من الأنوثة البدنية والنفسية (النعومة والرقة والدلال) قد لا تتصف بجمال باهر في الوجه أحيانًا!.. فإذا اجتمعت مع هذه الانوثة البدنية والنفسية والسلوكية، جمال باهر في الوجه فإن هذه المرأة تكون قد بلغت قمة الانوثة التي من شأنها أن تُسكر عقول الرجال وتأسر قلوبهم وتحطم غرورهم الذكوري من أول نظرة!.
[3] في شريط وثائقي عن معالجة الكنيسة (الكاثوليكية) لما تسميه (الاستحواذ الشيطاني على الجسم الانساني) أكد أحد القسِّيسين بأن الكثير من (المثليين) و(المتحولين جنسيًا) يحضرون لطلب العلاج لاعتقادهم أنهم أصبحوا تحت سيطرة قوى شيطانية شريرة هي من دفعهم نحو الشذوذ أو التحول الجنسي!!.. وقد وجدتُ بعض الحالات المشابهة لدى بعض الشيوخ المسلمين الذين يمارسون هذا النوع من العلاج الروحاني لما يسمونه بالمس أي احتلال الجنسي لجسم الأنسي!!.
[4] أنا شخصيًا كمؤمن بالقرآن الكريم باعتباره الرسالة الاخيرة من الخالق لسكان كوكب الارض لا استبعد ان تكون ظاهرة اتساع نطاق (التخنث) أو (المثلية) في عالمنا المعاصر هو تأويل للآية الكريمة التي وردت في ذكر علامات الساعة، ومنها تلك الآية التي تقول (وإذا النفوس زُوِّجت!) أي اذا اصيبت النفوس بالازدواجية الجنسية أي اصبح للجنس الثالث حضور كبير في المجتمع البشري واصبح هؤلاء هم الغالبون فإن ذلك من علامات الساعة !!!، رجال ونساء مزدوجو الجنس يجمعون بين الذكورة والأنوثة في نفس الآن ونفس الجسم!!.. من يدري !!؟؟، قد يكون ذلك مفهوم هذه الآية وهذه العلامة من علامات قيام الساعة!، إذ لو استمر زحف واتساع نطاق ظاهرة المثلية وظاهرة تخنث الرجال فسنجد أنفسنا مستقبلًا أمام واقع يحكمه المخنثون أو مزدوجو الجنس!، والله اعلم!.