هل يمكن للعلم التحكم في أكبر عمر يصله الإنسان؟

هل سبق و فكرت  باحتمالية ارتفاع  أو انخفاض متوسط عمر الإنسان بعد ثلاثون عام؟ في عام ١٩٠٧، كان متوسط عمر الإنسان ٤٦ عام.  في عام ١٩٥٧، كان متوسط عمر الإنسان ٦٦ عام وارتفع في عام ٢٠٠٧ إلى ٧٥ عام. تشير الإحصائيات السابقة إلى احتمال ارتفاع متوسط عمر الإنسان بسبب التقدم الطبي المتسارع  و لكن، هل من الممكن أن يستمر متوسط عمر الإنسان بالتسارع ليصل  أرقام غير اعتيادية؟

لا يمكن تناول هذا الموضوع قبل مئة عام؛ فكان مرض الطاعون فتاكا ليقتل ٨٠ ٪ من سكان المدينة في بريطانيا. الإنفلونزا الإسبانية قتلت ما يقارب نصف مليار مريض. أضف إلى ذلك الحروب العالمية التي كانت تمتد إلى عشرات بل مئات السنوات. أما حالياً، ارتفعت نسبة الولادة الآمنة و انتشرت المطاعيم و اختفت بعض الأمراض. فالعالم Steven Pinker، دكتور في جامعة هارفارد  يرى بأن هذه الفترة من تاريخ البشرية هي الأكثر مسالمة و أن عدد الأشخاص الذين سوف يرتفع متوسط أعمارهم إلى ٨٠ عام هم ثلاث أضعاف عددهم حالياً. 

اتجه العلماءفي عام ٢٠١٤  لإجراء تجارب  عن الشيخوخة على الفئران. فوجدوا بأن تقليل نسبة الطعام المتناول من الممكن أن يزيد عمر  الفئران إلى الضعف و قاموا بتقديم نفس النصيحة للإنسان بل و حددوا الجزء المسؤول في جسم الإنسان عن التجديد و الإصلاح. الهرمون GDF11 في الدم يساعد على منع تدهور الحمض النووي و زيادة الصمود بالعضلات. لكن كيف سيساعد الأطباء في ترميم  تلف الأعضاء لدى الإنسان؟ سيتم زرع هذه الأعضاء عن طريق الخلايا الجذعية و غيرها الكثير من العمليات المعروفة في هندسة الأنسجة.

دفعت هذه الثورة الطبية العلماء إلى الإعتقاد بأنه من السهل العمل على تجاوز أكبر عمر وصل إليه الإنسان و الذي وصلته السيدة الفرنسية Janne Louise Calment إلى عمر ١٢٠ عام. لكن، على غير العادة ظهرت بعض الدراسات التي تؤكد بأن عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى عمر ١٠٠ عام لم يزداد  في آخر ٣٠ عام. هل هذا يعني بأن عمر الإنسان لن يتعدى ١٢٠ عام؟

حقيقة من الصعب تخيل الحياة من دون موت. وأنه لا بد من نهاية للجنس البشري، فلا يوجد شيء على هذه الخليقة سيستمر للمالانهاية. حتى مخيلتنا تقر بأنه لا بد من نهاية لرحلة الإنسان. لكن لا بد من الجزم بأنه لا بد من تعريف للموت. هل أنت جسم مات بسبب الأمراض؟ أو أخلاق تموت بسبب الفواحش؟ أو ذاكرة تموت بالنسيان؟ أو