كانت بدايتي مع جروبات العائلات على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك ومنتديات الأنساب كما بدايات أشخاص عديدون يبحثون عن أنسابهم وأصول عائلاتهم ، إما لتثبيت الصورة النمطية عن العائلة الكبيرة وإما بالحنين للجذور والرغبة الإنسانية الغريزية في معرفة اصول عائلاتهم وماضيهم ، خاصة إذا كانت تنتمي لعائلات قليلة العدد ، وانا كنت من تلك الفئة الأخيرة علي الأقل في المحيط الذي اعيش فيه ، وقد لاحظت أن مثل هؤلاء الأشخاص غالبا ما يكونون من سكان الريف والقري ، ويتساوي في ذلك الوجه البحري والقبلي علي السواء، وحتي الأماكن التي تشتهر بغلبة العربان فيها كالشرقية والبحيرة ، وكان أول ما لفت نظري وأعمل الشكوك في صدري من مثل تلك الجروبات التي بدأت تنتشر كالنار في الهشيم ، انني كنت قد أنشأت صفحة علي الفيسبوك ترويجا لأحد كتبي التي ألفتها، وكانت الصفحة بإسم الكتاب، والذي كان يقترن بإسم مدينة أسكنها والتي تصادف ايضاً ان يحمل اسم عائلة.
مما حبا بالكثيرين ممن يحمل ذلك الإسم بالإنضمام للصفحة ومتابعتها.
في البداية كان الأمر يدعوا للإعجاب لإنضمام الكثيرين لها سواء من داخل مصر أو خارجها نظرا لشيوع حاملي إسم العائلة في مصر وعدة بلدان عربية، وظل الأمر كذلك حتي تواصل معي احد الأشخاص ممن يحمل اسم تلك العائلة وعرض علي الإنضمام لجروب أنشئة بإسم العائلة وأن انضم لأول إجتماع للعائلة إستُؤجر له إحدي القاعات للم شمل العائلة ، وأراد مني المشاركة والتحدث عن تاريخ العائلة وجذورها ، لكني لم اقتنع بفكرة مشاركتي لأسباب عدة، اهمها انني لا أنتمي لتلك العائلة ولم اتشرف بحمل إسمها، وكل ما هنالك انني اسكن بتلك ا لمدينة التى تحمل ذلك اللقب. فضلاً عن عدم تلقي رداً عن مصدر تمويل ذلك الإجتماع وتلك القاعة باهظة التكاليف!. هذا بالإضافة لقناعتي بأن اسماء العائلات المتشابهة لا يعني بالضرورة أن هناك صلة نسب او قربي وإنما في معظمة مجرد تشابة اسماء غالباً ما يكون في الإسم الثالث او الرابع، والبت فية ليس بالأمر الهين وإنما يكون بوثائق رسمية أو جرائد قديمة وشهادات شفوية تثبت للعوائل المختلفة صلة تربطها بنفس الجذور.أما عن الترابط العائلي والتعارف بين الناس فنحن مأمورين بة لقوله تعالي" وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم".
ولكن دعوني اشارككم مخاوفي من تلك التجمعات التي اخشي من أن تضرب فيها بوادر التشتت بين أبناء الأمه المصرية والإسلامية والتحزب للعائلة او العرق علي حساب الإجماع الوطني العام والدين. او استغلالهم سياسيا كحبات المسبحة التي رُبطت بخيط من الحرير. من خلال التأثير عليهم وجرهم كاقطعان في الإستحقاقات السياسية من خلال رؤس العائلات والتي غالبا ما ترتبط بالأنظمة. وعلي الرغم من وعورة المسلك، وكسر بعض الخواطر التي ظنت انها وجدت ضالتها واستكانت في حضن عائلي كبير يحتويها ويرعاها ماديا او جهوياً ، لكني آمل أن تجبر بالصدق، وملامسة الضمائر الحية والفطرة السوية.