(محاولة للفهم العميق للظاهرة!)

*************************

Image title
مثليون أم منحرفون جنسيًا !؟


من المعلوم أن الغرض الاساسي العميق والعريق من الغريزة الجنسية لدى الافراد ليس هو الاستمتاع الشهواني بتلك اللذة التي يحصل عليها الفرد كمكافئة من (الطبيعة) على أداء هذا العمل المنتج أي ممارسة الجنس بل هدف (أمنا الطبيعة) كما فطرها الخالق الحكيم هو التكاثر وزيادة النسل وحفظ الجنس البشري من الانقراض!، لذا وعلى ضوء هذه (الحقيقة الطبيعية الكبرى) يمكن فهم أن الشذوذ الجنسي (المثلية)[1] تمثل انحرافًا عن الطبيعة والفطرة السليمة وانجرافًا نحو الهوى المزاجي المخالف لقوانين الطبيعة الأم!.. بل هو خيانة لهذه الطبيعة وانحرافًا عن مسارها الفطري ومخططها العريق والعميق!.. وهذا الانحراف والشذوذ يحدث أيضًا أحيانًا - بصورة نادرة - في عالم الحشرات والحيوانات ولكنه يحدث في ظل ظروف غير طبيعية لسبب من الأسباب التالية:

(1) إما بسبب عدم توفر الشريك الطبيعي في متناول اليد !

أي يحدث لسبب قهري كحال ممارسة بعض القرود الذكور للواط (!!) حينما يمنعها زعيم جماعة القرود القوي والمتنمر من الاقتراب من اناث القطيع كلهن فهن ملك يمينه وحده (الحريم)، فهذا سبب قهري لأن الذكور في هذه الحالة لا يجدون إناثًا لممارسة الطبيعة معهن خوفًا من عقاب زعيم القرود الذي قد يصل لحد القتل أو الطرد من القطيع إذا تجرأ قرد على المساس بحريمه!!.. بل وقد نجد هذا الزعيم القرد المتنمر يعتلي ظهور بعض القردة الذكور دون ممارسة فعلية للجنس معها ولكنه من باب اثبات زعامته للذكران وسلطانه المطلق عليهم أو باب اهانتهم وتحويلهم إلى نوع من الحريم!.. إلى درجة نجد أن بعض الذكور الضعاف والجبناء يقومون من باب اثبات الطاعة والولاء للزعيم القيام بالانحناء أمامه من جهة الدبر وفي وضع مفاده : (أنا من اتباعك المخلصين وها هي مؤخرتي اقدمها لك كإثبات حسن نية وصدق تبعية!) وعندها ربما يعتليه زعيم القرود دون ممارسة للجنس أو لا يفعل ويزدريه أو ربما ضربه بقسوة إذا كان مزاجه متعكرًا ... هذا يحدث احيانًا في عالم القرود لهذه الاغراض السياسية من قبل الزعيم الحاكم لقطيع القرود وليس بالضرورة لدواع جنسية.. بعكس افراد القرود من الذكور المحرومة من الاناث فقد تجد نفسها تحت الحاح ضغوطات الرغبة التي يهيجها امتلاء (البربخ)[2]  بالمني إلى ممارسة الشذوذ باللواط أو على الأقل ممارسة الاستمناء (العادة السرية) للتخلص من ضغط امتلاء البربخ بالمني وهو حالة تشبه امتلاء المثانة بالبول فإن الجسم يدفع في اتجاه التخلص منه!.. وهذا الأمر أي امتلاك السيد القوي للإناث بقوة عضلاته وحرمان بقية الذكور منهن كما يحدث في قطعان القرود والماعز مثلًا، قد يحدث أحيانًا في القطيع البشري فيستولي الذكر القوى بقوة عضلاته أو وسامته أو ماله وسلطانه على الاناث ولا يترك للذكر الضعيف أنثى صالحة لإثارة غريزته!.. بل إننا نلاحظ في المجتمعات البشرية الخاضعة لديكتاتورية وزعامة الزعيم القوي الوحيد أمرًا مشابهًا بصورة ما، حيث ينزع هذا الزعيم والحاكم القوى المستبد والمتنمر إلى أن يبدو كما لو أنه الذكر الوحيد الذي يعتلي جميع القطيع البشري التابع له - اناثًا وذكرانًا - كما لو أنه الديك الوحيد وسط حظيرة الدجاج أو الكبش الوحيد في حظيرة النِعاج!!.

***

كذلك ربما وفي ظل عدم توفر الشريك الجنسي الطبيعي أو العجز عن الوصول اليه والحصول عليه لسبب من الأسباب فإن بعض الحيوانات قد تمارس ما يشبه العادة السرية (شاهدتُ في طفولتي حِمارًا يفعل ذلك!!).. أو تحاول تقيم علاقة شاذة مع حيوانات أخرى من غير بني جلدتها لأن لا خيار أمامها غير هذا!، أي كما شاهدت بنفسي في عدة (أفلام) على (يوتيوب)!، كحال محاولة كلب ممارسة الجنس مع قطة أو حتى مع دجاجة!.. بل وأحيانًا حتى مع البشر!!.. فهذا ليس سلوكًا طبيعيًا قطعًا إنما هو انحراف وشذوذ بسبب وضع قهري يتمثل في غياب الشريك الطبيعي أو عدم التمكن من الحصول عليه وامتلاكه!!... بل إنني لاحظت من مشاهداتي الخاصة منذ طفولتي أن الكلاب الأليفة التي نربيها تقوم في لحظة فرحتها الغامرة عند رؤية اصحابها بمحاولة اظهار حبها لهم بطريقة الاعتلاء الجنسي وغالبًا من الجهة الأمامية وفي تقديري أن هذا ليس من باب الشذوذ الجنسي إنما قد يكون من باب التعبير عن المحبة والسرور برؤيتهم بل إنني لاحظت أن بعض الاطفال الصغار من بين سنة حتى ثلاثة أعوام من يتصرف بمثل هذا التصرف الترحيبي الغريب الذي يتخذ شكل الالتصاق البدني مع الاهتزاز على طريقة ممارسة الجنس!.. فهو ليس من باب الشذوذ إنما هو التباس نفسي طارئ الغرض منه التعبير عن الحب والفرح بدون الدخول في ممارسة فعلية للجنس!.. كل هذه الأمور عاينتها بنفسي إما في واقع الحياة أو من خلال اشرطة تتحدث عن (طبيعة وحقيقة الشذوذ الجنسي) والكثير منها يحاول تبرير (المثلية) وتصويرها على أنها (سلوك طبيعي) من خلال بعض السلوكيات الشاذة والنادرة لبعض الحيوانات والحشرات!!، بينما الحقيقة هي ليست كذلك، فالمثلية سواء عند الحيوانات أو عند البشر هي شذوذ عن القواعد والحياة الطبيعية السليمة، والشاذُ لا يُبنى عليه في كل الأمور في حياتنا الطبيعية بل نقول أنه شذوذ عن القاعدة الطبيعية وأنه نتج عن (خلل ما؟) قد يكون معلومًا لدينا في تلك اللحظة وقد يكون لا يزال في قيد المجهول!.

***

(2) أو قد يحدث التصرف الجنسي الشاذ (المثلي) نتيجة خلل وقصور معرفي!

فالحيوانات والحشرات مثلها مثل البشر قد تُولد أحيانًا تعاني من خلل وقصور في قواها البدنية أو في قواها (الذهنية) الادراكية (الفطرية الغريزية) مما يترتب عنه تشوهات سلوكية، أي أنها قد لا تُحسن معرفة الشريك الطبيعي نتيجة خلل غير معتاد في الآلية التلقائية الفطرية لدى هذه الحشرات والحيوانات مما يجعلها قاصرة وعاجزة عن معرفة الشريك الطبيعي!... هذا أمر نادر ولكنها قد يحدث!.. ولأن البشر فيما يتعلق مسألة الادراك أشد تعقيدًا مما لدى الحشرات والحيوانات من ادراك غريزي أو متعلم فلا شك أن هذا العجز الادراكي والقصور المعرفي قد يتخذ مظاهر أشد تعقيدًا!.. فكيف إذا كانت هناك توجيهات تعليمية وتربوية تدفع في اتجاه (تزيين وتحسين صورة الشذوذ الجنسي) وتصويرها كما لو أنه أمر طبيعي!!!؟؟.. ففي المجتمعات الغربية الليبرالية التي تتبنى مؤسساتها التعليمية الأساسية اظهار الشذوذ الجنسي كما لو أنه أمر طبيعي ولابد القبول اجتماعيًا بوجود هذا (الجنس الثالث) كجنس طبيعي نلاحظ تزايد عدد المنحرفين والشاذين جنسيًا بشكل ملموس!، فالمجتمع الليبرالي المتطرف بمثل هذه التشريعات الليبرالية المتطرفة التي تنزلق نحو الإباحية تشجع الأطفال على الانحراف وتزرع فيهم هذه الميول الشاذة من خلال التوجيهات التربوية!!... تمامًا كما لو أنك تبنيت مشروع إباحة تعاطي الحشيش مثلًا فأنت بهذه الإباحة القانونية تزينه لعقول النشأ وسيتزايد عدد المتعاطين للحشيش منهم، وتعاطي الحشيش سيدفع هؤلاء لاحقًا للبحث عن المزيد من (المغيبات والمهلوسات العقلية)!!... وإذا استمرت المجتمعات الغربية في هذا الغلو الليبرالي المتطرف، فقد يأتي زمان يتم فيه اباحة المخدرات واباحة ممارسة الفحشاء مع الأطفال إذا تمت العملية برضاهم !!.

وهكذا فالشذوذ الجنسي ليس ميًلا طبيعيًا بل هو ميلًا شاذًا كميل الرجل البالغ لممارسة الجنس مع شيء من العنف مع الأطفال فهو ميل جنسي ونفسي شاذ نتج نتيجة خلل في التربية الأولى لهذا الانسان فضلًا عن بؤس حضارتنا المادية الإباحية الحالية!.. وقد يكون هذا الشذوذ كما ذكرنا ناتج عن عجز عن المعرفة (السليمة) للشريك الطبيعي نتيجة خلل ما في المنظومة الغريزية لهذا الفرد المختل!.. أي كما يولد بعض البشر بتشوهات بدنية وباختلالات ذهنية نتيجة عطب ما ربما في الجينات أو نتيجة ظروف غير طبيعية حدثت اثناء الحمل فإن بعض أفراد الحيوانات والحشرات تولد وهي تعاني من تشوهات واختلالات في قواها الادراكية أو السلوكية وهو أمر شاذ وغير طبيعي وجب علينا السعي إلى اكتشافه ومعرفة اسبابه ثم محاولة اصلاحه ومنع حدوثه وتكراره لا أن نزعم أنه وضع طبيعي وسليم ومقبول ونشجع عليه الأجيال الجديدة ونزينه لهم نبيحه لهم قانونًا!!.. فولادة طفل فاقد السمع أو البصر أو ناقص الجسم أو ناقص القوى العقلية ليس أمرًا طبيعيًا قطعًا بل هو نتاج حدوث خلل ما في مسار الانتاج الطبيعي للنسل البشري أو الحيواني والحشري ومهمتنا هو البحث عن أسباب هذا الخلل والانحراف والشذوذ ومعالجته لا اقراراه واعتباره وضعًا طبيعيًا سليمًا!.

***

وهكذا الحال في هذه الاختلالات الجنسية التي تصيب البشر وتدفعهم نحو الشذوذ الجنسي لنفس الاسباب السابق ذكرها التي تجعل بعض الحشرات والحيوانات تنحرف عن المسار الجنسي الطبيعي لا يجب اقرارها واعتبارها الوضع الطبيعي السليم بل هي تشوهات واختلالات وانحرافات نتجت إما عن خلل في مسار النمو والتخليق الجنسي الطبيعي [3] في رحم الأم أو نتيجة خلل في مسار التربية الصحيحة للطفل وتعرضه لظروف وضغوطات وتجارب مؤلمة دفعته نحو الميل الجنسي الشاذ والمنحرف!... وبالتالي لا يصح اعتبارها أمرًا طبيعيًا وسليمًا بل هي اختلالات وانحرافات عن المسار الطبيعي العام والتام للطبيعة يجب علينا العمل على فهمها وفهم أسبابها ثم السعي لمعالجتها وتحسينها ومنع تكرارها في النسخ البشرية الجديدة!.. أي كما لو ولد طفل بوجه مشوه قبيح فإننا نتدخل جراحيًا لتصحيح هذا الخلل لا أن نقول بأنه وضع طبيعي لأنه ولد هكذا بالطبيعة!!.. ولا يعني كلامي هذا أن نعتبر (المثليين) قومًا من الاشرار الذين يجب علينا لعنهم والحنق عليهم ومحاربتهم ونبذهم وقذفهم بالحجارة!!.. هذا لن يحل المشكلة بل يجب علينا كبشر عقلاء وحكماء ورحماء أن نحاول مساعدتهم والتعامل معهم على أساس أنهم ضحايا !!.. ضحايا ظروف خاصة تتعلق بهم وبظروف تكوينهم وهم في بطون أمهاتهم أو في البيوت والبيئات الاجتماعية والعائلية التي ترعرعوا فيها وتعرضوا فيها لمعاملات قاسية أو توجيهات تربوية خاطئة كتلك التي تزين الشذوذ الجنسي أو الإباحية بشكل عام أو نتيجة تجارب شخصية قاسية وغير طبيعية اختلط فيها الألم باللذة مروا بها – في سن الطفولة أو المراهقة - على يد اشخاص متنمرين وشاذين مما ولّد بالنتيجة لديهم (بذرة) و(جرثومة) نمو هذا الميل الجنسي الشاذ الذي تشجعه وتُسرعه التوجيهات الليبرالية المتطرفة التي تزين الشذوذ والمثلية للأجيال الجديدة وتصرخ في وجوههم ليل نهار في المدارس ووسائل الاعلام: ((المثلية شيء طبيعي جدًا .. ليست حرامًا أو عيبًا!.. فحتى عالم الحيوانات والحشرات يُوجد فيه مثليّون !!)).. أو يكون هؤلاء المنحرفون من أصحاب الميول الشاذة ضحايا حضارتنا المادية الجافة الحالية التي انغمست في الاباحية الجنسية حتى الملل والقرف مما جعل بعض البشر في غمرة مللهم من الممارسات الطبيعية البحث عن ممارسات أخرى – خارج نطاق الطبيعي والمعتاد – شاذة – تكسر العادة، وتثير النفس المتبلدة والتي أسرفت في اللذات الطبيعية حتى التخمة وحتى الملل والقرف من ممارسة الجنس بشكل طبيعي ومعقول!!... هذه الحضارة التي بقدر ما تفتح ابواب الاباحية الجنسية والعلاقات الحرة على مصراعيها نجدها تُنفِّر الاجيال الجديدة من الحياة الزوجية الطبيعية بين الجنسين وتصورها على أنها تعقيد وورطة وسجن مؤبد مع الأعمال الشاقة وهو ما يوافق طبيعة الذكر التي تقوم على آلية (اضرب واهرب!!) بعكس الانثى التي تحتاج مع حملها لذكر يحميها ويرعاها أثناء حملها ويفيض عليها بالحنان والأمان!.. كما أن هذه الحضارة المادية تضع أمام الحياة الزوجية - باعتبارها الحصن الطيب والكريم للحياة الجنسية الانسانية - عقبات (مالية) ضخمة تجعل من الصعب الحصول عليها والظفر به بسهولة الحصول على (علاقات حرة طبيعية وشاذة!) أو تجعل من الحياة الزوجية (البيتية) من الصعب نجاحها لتنتقل من طور الخلية الزوجية إلى الخلية الأسرية العائلية كمحضن طبيعي للبشر وخصوصًا الاطفال!!!.... نعم .. هذا هو التصرف السليم والحكيم الواجب علينا نحو هؤلاء المثليين، نعاملهم بكثير من الرحمة والحكمة ونتعامل معهم على أنهم (مبتلون) و(متورطون) حالهم حال المدمنين على المخدرات ولكن دون أن تورط في اباحة أو تحسين هذه المثلية بل لابد من مصارحتهم بأنهم منحرفون ويمارسون الشذوذ الجنسي وأنهم عليهم التخلص من ادمانهم على تعاطي اللذات الشاذة!.. هكذا نتعامل معهم برحمة وحكمة ولكن دون تزوير الحقيقة!،  فهم ضحايا لمشكلة عميقة تتعلق بظروفهم الخاصة أو تتعلق بالحياة العامة وسط هذه الحضارة المادية غير المتزنة خصوصًا في المجتمعات الغربية (الليبرالية) التي - بعد طول تحريم وتجريم ومحاربة للمثلية - انتقلت إلى مرحلة شرعنتها وتقنينها بل وتزيينها لصغار السن في المدارس واعتبارها سلوكًا وميلًا طبيعيًا بل والسماح بزواج المثليين مؤخرًا عام 2014 بعد أن كانت هذه الدول ومنها بريطانيا وحتى أواخر الستينيات من القرن الماضي تعتبر المثلية شذوذ جنسي ومرض نفسي يجب معالجته بقوة القانون!... واليوم تحت ضغط الواقع (المنحرف) وظاهرة (التحلل الاجتماعي والأخلاقي) تبيح هذا الشذوذ وتعتبره من حقوق الانسان والافراد الشخصية!.. وهو أمر كما ذكرنا يشبه اباحة الحشيش والمخدرات، هو أمر يحمل رسالة خاطئة وخطيرة ستساهم بلا شك في ظاهرة زيادة عدد المتعاطين خصوصًا من المراهقين!!... فالغلو والتطرف الليبرالي أمر غير محمود العواقب فهو بدعوى حقوق الانسان والحريات الشخصية بدأ يتجاوز الحدود العامة المتعلقة بمصلحة المجتمع القومي الوطني أو المجتمع الانساني الطبيعي بشكل عام.. فالليبرالية – وتبعًا لها الرأسمالية - من حيث الأساس هي الاقرب للفطرة والطبيعة الإنسانية ولكنها مع هذا الغلو والتطرف الليبرالي بدأت تتجاوز الحدود الطبيعية - أي حدود الطبيعة الأم وخطوطها الحمراء التي فطرها الخالق عليها – وأصبحت تنزلق نحو المزيد من التحلل والإباحية وهو أمر ينذر بمخاطر وعواقب وخيمة ربما لم تكن في حسبان هؤلاء الليبراليين المتطرفين!.. ولذا بدأت هذه المجتمعات – كما نلاحظ اليوم - تدخل في أزمات عديدة بسبب هذا الغلو الليبرالي وعلى طريقة القاعدة العقلية التي تقول: (ما زاد عن الحد انقلب للضد)!.

***************************

سليم نصر الرقعي

[email protected]

https://www.facebook.com/salimragi

[1] لا نتحدث هنا عن مسألة (الخنثى) التي تحدث عنها الاطباء والفقهاء طويلا، اي ذلك الطفل الذي يولد بوضع جنسي ملتبس من الناحية العضوية فلا تدري أهو ذكر أم انثى ام بين بين!!، هذه مشكلة اخرى ، انما نتحدث عن شيء آخر لا علاقة له بهذه المسألة ، نتحدث عن ذكر مكتمل الذكورة مفتول العضلات كث الشعر الوجه والجسم قادر على ممارسة الجنس مع الاناث وربما بكفاءة عالية ثم مع هذا نجده يشتهي ان يفعل بالرجال ما يفعله بالنساء او ان يفعل به الرجال ما يفعلونه بالنساء !!! .. هذا هو الشذوذ السلوكي والنفسي الغالب على المثليين كما رأيتهم هنا وفي عدة بلدان عربية بما فيها ليبيا!! ، وقل مثل هذا على النساء الشاذات ، فالمشكلة ليست عضوية ولا جينية ووراثية كحال مشكلة الخنثى او الأنثى ذات العضو الذكري المشوه والتي تختلط فيها اعضاء وصفات الذكورة بأعضاء وصفات الانوثة، فهذا تشوّه خلقي مخالف للوضع الطبيعي العام، كحال من يُولد مشوهًا خَلقيًا بدون أذنين او يدين او غير ذلك... ليس هذا موضوعنا هنا انما الموضوع هو ((المثليون)) اي الذكور كاملي الذكورة والفحولة من الناحية العضوية والبدنية الذين يشتهون الذكران كفاعل او مفعول بهم!، وكذلك النساء الكاملات الانوثة من الناحية العضوية والبدنية، فهؤلاء هم المثليون الذين نقصدهم ونصفهم بالشذوذ الجنسي (النفسي)، بل بالعكس فهناك من المخنثين بالخلقة والمستذكرات بالخلقة ليسوا مثليين!!، هذا شيء مؤكد وقد صرّح بعضهم بهذا حتى في وسائل الاعلام هنا في الغرب!، اي تجدهم يأنفون من ممارسة الفاحشة مع ذكور او اناث من نفس النوع، وقد تعرفت على احدهم في الاردن كان صاحب دين لا ينقطع عن الصلاة في المسجد ولكن ابتلاه الله بهذا التشوّه الخلقي داخليًا وفي صوته ومظهره الخارجي ذي الطابع الانثوي الناعم ومع ذلك هو ليس مثليًا !! ... المثلية هي نوع الشذوذ (الجنسي) النفسي والسلوكي مثل (السادية)  و(المازوخية) و(الغلمانية) - أي (بيدوفيليا/اشتهاء الأطفال جنسيًا)، هكذا حال (المثلية) فهي نوع من أنواع أمراض (الشذوذ الجنسي)(النفسي والسلوكي) بالميل النفسي لممارسة الجنس مع نفس الجنس، وهذا شذوذ قطعًا وطبعًا لا شك فيه، فالميل هنا ميل غير طبيعي وغير سوي، حاله تماما مثل وجود ميل شديد لدى بعض الكبار لممارسة الجنس مع الصغار من الجنس الآخر اي مع الاطفال من الجنس الآخر كرغبة رجل كبير في البنات الصغيرات غير البالغات بل والصغيرات جدًا وهي ظاهرة معروفة في الطب النفسي وتدعى ((الغلمانية أو بيدوفيليا)) ، هل يصح ان نزعم ان هذا الميل النفسي والسلوكي لمجامعة الاطفال ميل طبيعي أم شاذ !!؟؟ وخذ ايضا من لديه ميل نفسي وسلوكي لمجامعة البهائم (الحيوانات) كفاعل أو مفعول به!!! ... هل هذا الميل الجنسي النفسي ميل طبيعي وسوي أم شاذ ومنحرف عن الاطار والشكل الطبيعي للحياة الجنسية السوية!؟؟ خذ ايضا من لديه ميل نفسي وسلوكي لتعذيب وضرب رفيقته في الفراش بشكل وحشي اثناء الجماع !!.. ولا يجد المتعة الجنسية الا بهذه الطريقة ((السادية)) فهل هذا الميل النفسي والسلوكي طبيعي وسوي أم منحرف !!؟؟ وخذ من يجد المتعة في التعرض اثناء الجماع للتعذيب المؤلم والعنيف من الطرف الآخر أي ما يعرف بـ((المازوخية)) !! ، هل هذا الميل النفسي والسلوكي ميل طبيعي وسوي ام شاذ ومنحرف !!؟؟؟ وهكذا الحال على الميل النفسي والسلوكي المثلي لدى المثليين، فهو بلا شك ميل شاذ ومنحرف وغير طبيعي وغير سوى، اما من يولد بخلقة مختلطة من الناحية العضوية و(الفسيولوجية) والشكلية من حيث الجنس و بأعضاء جنسية ملتبسة ومشوهة، فهذا شيء آخر ومشكلة اخرى لا علاقة لها بالمثليين اي لا علاقة لها بالمثلية كميول نفسية وسلوكية شاذة ومنحرفة وغير طبيعية ولا سوية نتجت عن تجارب منحرفة في الطفولة او المراهقة حدثت لهذا الطفل المسكين إما بالقهر والاغتصاب أو بالتزيين والتغرير من قبل اشخاص شاذين ومتنمرين ثم يستمرئ هذا المسكين الحصول على الاثارة واللذة الجنسية بهذه الكيفية غير الطبيعية وغير السوية ويتعود عليها ولا يجد المتعة الا بهذا الطريق المنحرف والشاذ، ولا حول ولا قوة الا بالله !!.

[2] البربخ هو انبوب يقع خلف الخصية يتم تخزين فيه ما تنتجه الخصية من سائل منوي، وبكل تأكيد حينما يمتلئ هذا المخزن سيقوم الجهاز الهرموني والعصبي للذكر بتهييج الرغبة الجنسية لدى الذكر لتدفعه للبحث عن الانثى لتلقيحها أو للتخلص من هذه (الشحنة) المزعجة بأي طريقة كانت!.. وهو حال الأنثى أيضًا حينما ينتج مبيضاها البويضات فالجهاز الهرموني العصبي سيقوم بتهييج رغبتها الجنسية لدفعها في اتجاه البحث عن ذكر يقوم بتلقيحها!.. هكذا تعمل الطبيعة وفق مخططها العام للمحافظة على الجنس الحيواني والبشري وحمايته من الاندثار!.. ولكن التحدي الكبير أمام الانسان هنا هو حين تلوي الطبيعة الأم يده وعنقه بقوة الدافع الجنسي الداخلي الشديد الذي سيجلده كالسوط من اعماقه وتظل تهيجه لكي يلبي أمرها بأن يمارس الجنس ثم لا يجد الشريك الطبيعي ليقضي معه هذه الحاجة والرغبة الطبيعية ماذا يفعل!؟؟؟ هل يصبر!؟؟ وهل أغلب البشر يتمتعون بالصبر الكافي على ذلك!؟؟؟ هذا ما سنناقشه في مقالة خاصة!.

[3] سأتحدث في مقالة خاصة عن حكمة الله تعالى العليم الحكيم اللطيف الخبير في خلق الدنيا بهذا الشكل الذي قد لا يبدو عادلًا للبعض!.. وحكمته في خلق (الطبيعة الأم) بهذا النقص المقصود، أي خلقها بطريقة يمكن من خلالها تحدث اختلالات وتشوهات سواء في الانتاج البشري أي صناعة نسخ بشرية جديدة قد يولد بعضها مشوهًا أو فيما يتعلق بالإنتاج الطبيعي الآخر المتعلق بإنتاج الماء والغذاء والطاقة حيث قد لا يتناسب الانتاج البشري الديموغرافي أي عدد السكان مع ما يتوفر من موارد المعاش في ذلك النطاق الجغرافي (المكان) فنجد بلد بسكان كثر مع قلة موارد طبيعية أو بلد قليل السكان مع كثرة الموارد الطبيعية!... فكل هذه الاختلالات أو ما يشبه (الفوضى) بعين بعض الناس أمر مقصود وله حكمة والغرض العام منه في تقديري وبحكم أن الدنيا دار اختبار وابتلاء وضع الانسان وسط تحديات تحفز عقله وقلبه للبحث عن العدل والخير والعمل على اصلاح اختلالات الطبيعة الأم!.. وهذا هو دور الانسان كخليفة لله على الأرض  حيث قد فوَّضه الله لحكم الارض واصلاحها وعمارتها واعطاه المعلومات والصلاحيات والقدرات والمهارات اللازمة لتحقيق هذه المهمة وهي معلومات ومهارات وقدرات تنمو بشكل تدريجي عبر القرون!.