Image title

مررت في الفترة الماضية بالكثير من المشاكل التي تصنّف على أنها مشاكل تنظيمية، وقد تكون فكرية، وهذه المشاكل في أغلب الأحيان حلولها تكون بمتناول اليد، إلا أنني شخصياً أتجاهلها ولا أطبّقها، ولاحظت ازدياد هذا الأمر بعد أن قمت بتقليل فترات كتابة المقالات التي تُشبه هذا المقال، وانطلقت في تعديل روايتي القادمة، والكتابة في عمل جانبي أرغب بطباعته قريباً، إلا أنني دائماً ما كُنت أضيع البوصلة، ولا أجد طريقي إلا بعد أن أُجلد.

هناك في كثير من الأحيان الفكرة الأولى هيَ الفكرة التي أنطلق منها، وهذا أخطر أمر مُمكن وفي كُل مرّة أحاول تجنّب هذا الأمر، والاتجاه نحو الفكرة المُعدّلة، إلا أنني أتراجع وأخبر نفسي بأنّ الفكرة الأولى هيَ الفكِرة الطاهرة التي لم تُمس وبإمكاني تعديلها لاحقاً، ولكن الأمر العجيب أنني لا أتمكن من التعديل وأتراجع عن الأمر برُمّته، جرّبوا هذا الأمر، اختبروا أفكار أولى واتركوها فترة من الزمن، ستشاهدون بأنكم تعودوا لها بشكل لا إرادي وخصوصاً عندما لا تقارعوا فكرتكم الأولى بأفكار أخرى، ففي أغلب الأحيان نحن نسقط في فخ البحث المؤيد لما نفكّر به، فلا نقوم بالبحث عن ما يعارض فكرتنا الأولى الأكثر قرباً لنا، فعندما نقرر قرار مُعين على سبيل المثال:

نرغب بفتح متجر لبيع الآيس كريم في دولة الكويت.

ما هيَ كلمات البحث التي غالباً ما نضربها على أزرار الكيبورد، ستجدون أننا في أغلب الأحيان نبحث عما يؤيد فكرتنا، ما يجعلنا نقدم على هذه الفكرة، ننطلق فور ما نسمع أحدهم يمدح لنا فكرتنا، دون البحث عن العواقب، وهذا الأمر يكون غالباً نتيجةً لأننا اعتمدنا على الفكرة الأولى كمصدر لعملنا، أو لمشاريعنا. لأننا بشر ولأننا لسنا بمثاليين فنحن بحاجة في كثير من الأحيان لورقة وقلم لنكتب الأمور ونقيّّمها.

لكم أن تتخيّلوا حجم القرارات اليومية واللحظية التي نتّخذها في يومنا نتيجة قرار أوّل أو تلك القرارات المُتأثّرة بفكرة غير كاملة أو معلومات منقوصة.

تعلمت من هذه التجارب في هذه الحياة بأن فهم المشكلة وفهم السؤال هوَ فعلياً أكثر من نصف الإجابة، كما أن البحث الذاتي وفهم الجوانب الإيجابية والسلبية للموضوع أو الفكرة هو أحد أهم الأمور، فالتأثّر بأفكار الآخرين حيال الأمر هوَ أمر أيضاً ليس بمُحبب إلا أنّه في "شق" المشورة هوَ أمر ممدوح، كما أنّ مصادر المعلومات الأوليّة يجب أن تكون متنوعة ومختلفة، تخيّل نفسك في كثير من الأحيان في ثوب الباحث، ذلك الذي يطالع العديد من الكُتب للوصول للحلول.

قراراتك الصغيرة والكبيرة بحاجة للتأني وخصوصاً تلك الصغيرة السهلة، لأنّها في مُجمل الأحيان .. أهم.