لطالما راودني شعور أن أتحدث عن ما لازمني طيلة فترات...سنة،سنتين أو منذ أمد بعيد...لكن لم ينفلت له القلم و ظل حبيس العقل و القلب يأبى...إلى الآن...عن تلك المشاعر المتأججة و الأحلام الوردية التي تسبح في مخيلاتنا و تجعلنا نبتسم...عن الوعود و العهود في لحظات الخنوع للاحساس المرهف و لحظات النبض المزمن...بالحب...عن ألم نحبه و ما فيه سوى الهلاك لنا...و لكم نرضى الهلاك لأنفسنا! عن ما تفعله الكلمات المنمقة بنا...و ما كانت تلك الكلمات سوى هيت لك...لكن أ كنا بعفة يوسف لنمتنع و نسير نحو الرسالة؟! لا و مقلب القلوب ما كنا و ما قلنا معاذ الله...فنسينا حسن المثوى و المآب.


بطريقة أو أخرى نحن ندرك هذا...و يظل إحساس أن"هناك شيئ خاطئ" جاثما فوق صدورنا...لكن نردعه مرة...مرتين و نمضي...

ما زلت أتذكر يوم قال لي أحدهم:" آسية،الحب يستنزف الطاقة " كنت أعلم على وجه اليقين أنه قال لي ما لم يكن قط بفاعله...نصيحة من علبة فارغة...لكن دافعت بلؤم خفي عن ما كنت أسميه بالحب الصامت...أ كان كذلك حقا ؟ براءة المشاعر مقابل جرم النظرات و لعلها كانت الكلمات أيضا...إن لم يكن السهو تجاوز في أحايين...بربكم،أي تناقض هذا ؟


توالت المواقف...أو لنقل رسائل لما كان حبيس العقل و القلب يرفضه...ذات مساء أخبرتني أمي دون مراوغة:" أخاف عليك من  الصدمة" فهمت قصدها بشكل قد جاد و أفاد...لكن ما كان الفؤاد قد تعلق بحبل وصال لكي أصدم...فكيف؟


استنزف الحب مني ما استنزف...فغدوت كمن يمشي عاريا في الصحاري إلا ممن تعلق القلب به و تلبسه...و قد أودى الهوى بعقله و الجنون صار حالي...فصدمت !
ما كان خذلانا...ما كانت خيانة...بل كان ألما أحببناه...عسانا كنا نوهم القلب الأهيف المسكين بذلك...فطنت  بعد ذلك إلى أن الألم يأخذ أدوارا أخرى كالأمل و ما على شاكلته...لكن حين يأتي البوح محل الصمت في غير محله...و تنقلب الحكاية.

الحلقة المفقودة في سلسلة صراعنا بين ما نؤمن به و نكفه...فنتبع الهوى...و واها لقلب أعمى بهواه و العين تبصر... وا أسفاه من حالنا! لو استنزفنا فائض ما في القلب لمبدإ أو رسالة...لو أصابنا الهوس لأجل قضية بدل أشخاص...لكانت حلقة الصراع الأخير مغايرة...
و بين البحث عن المفقود و الموجود...و حقيقتهما...هناك من أحاط بالمعنى بحق...معنى الحب...فطوبى لهم...طوبى !


و ألقيت عليكم محبة مني...و لتصنعوا على عيني.