Image title

التعذيب و التهجير أفرغا البلاد من المسلمين , فما حالهم اليوم ؟

انتشر الإسلام في اسبانيا لأكثر من ثمانية قرون , ثم زال حكم المسلمين في الأندلس . في تلك اللحظة بدأت حقبة دموية استهدفت استئصال الآخر لم تنتهي إلا بعد رحيل الجنرال فرانكو. فماذا حدث بعد ذلك ؟

الإسلام في إسبانيا لا ينفصل عن ماضيه . التعذيب و التهجير أفرغا المنطقة من المسلمين أو أخفيا وجودهم ثم عاد الإسلام تدريجياً مع التحول الديموقراطي في الدولة .فلا بد من جهود كبيرة لبناء مساجد داخل إسبانيا , لا تضع الحكومة الإسبانية عقبات و لكن تعطي الحرية للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية طالما هم ملتزمون بالقوانين . ولكن هذه القوانين صعبة جداً فقد يواجه مسلمو إسبانيا المشاكل من البلدية أو من الجيران و من بعض السياسيين خاصة السياسيين المتطرفين .

فعلى سبيل المثال , انتظر أهل غرناطة أكثر من خمسة قرون ليتمكنوا من بناء مسجد . فقد تم افتتاحه في عام 2003 وسط عقبات و معارك قضائية و رفض محلي و نقص في التمويل . فلا يوجد في كل إسبانيا سوى 6 مساجد فقط . يقول مالك عبد الرحمن رويز رئيس الجمعية الإسلامية الإسبانية بأن جمعيته لا تطلب أي امتيازات خاصة , ما يطلبه فعلا هو تسهيل لتنفيذ المشروع . فهناك مدن مثل اشبيلية و برشلونة يطالب أهلها المسلمون بإنشاء مساجد فيها حيث تحتوي هاتان المدينتان على مجتمع مسلم كبير .

يتراوح عدد المسلمين في إسبانيا 1.919.141 مشكلا بذلك ما نسبته 4 % من إجمالي تعداد سكان إسبانيا : 42% منهم إسبان و 58% منهم مسلمون أجانب .

يذكر أن هذا النوع من التمييز يواجه المسلمون على الخصوص , فالمسيحيون لهم الأفضلية في إسبانيا حتى وإن أنكرت الحكومة ذلك فطبيعة الدولة العلمانية كفيلة بضحد إنكارهم . لكن تسير الأمور أحيانا بشكل حسن مع بعض المسلمين داخل مدينة غرناطة . يقول إمام المسجد في مدينة غرناطة أحمد بيرميخو أن المسلمون في المدينة هم محل قبول خاصة أن المجتمع المسلم بدأ الإستقرار في المدينة منذ حوالي 30 عام , فهنالك العديد من الإسبان اعتنقوا الإسلام و قبلوا به . في مدن أخرى , يختلف الوضع شيئا ما و تكتنفه صعوبات أكثر .

المسلمة الإسبانية سابورا بيغاس تقول بأن المسلمون يقومون بالعديد من الأشياء المثيرة للإهتمام معا .

فإسبانيا تصنف من الدول الأقل في قوائم انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا .و تضم أكبر نسبة من المواطنين الأوروبيون الذين يرفضون وقف هجرة المسلمين .المجتمع الأوروبي مجتمع كبير و كثير منهم يجهلون حقيقة الإسلام . لكن حديثا بدأ المجتمع يشهد تحولا وهذا يجعل الناس في حالات كثيرة يقتربون و في النهاية يقبلون الإسلام .