أدسُّ استقامتي في مشدّ الجورب. وأدُور، حيث الليل الصِيغة الأولى للوضوح، بخُطىً منغومةٍ رقعةَ شطرنجٍ تستظهرها الألفة.
الغُرفة شكلٌ من أشكال الذات. الإيمان رهانٌ آمِنٌ على ما لا يُمكن برهنته. والألمُ خلودٌ يتجدّد رغم الجيب المسجور بالحِجارة.
تراوِح الأفكارُ ركضها الرّاقص في رأسي. بالعُري والغلائل. ثم ينتفِض غُبارٌ حميميٌّ عن ذكرى غافِية. ويُصار إلى لحظةٍ نديَّة؛ تعاود مشهدها كوردٍ يوميٍّ بلذةِ زمنٍ مبدُوء. لمسةُ الاستجلاءِ الأولى، واعتناقُها دِيانة. أنا أدين بملمسِ الأشياء. وتشكِّل السياقاتُ التي اخترت أن ألعب فيها دورًا رتمَ نغمِي. بيد أنني وطَّنت في جسدي أناسًا لا أعرفهم. ويصدف أن أرضخ في -أحوالٍ ملحاحةٍ- إلى ارتداءِ أقمصتهم التي لا تلائمني. يتمرّدون أحيانًا. يناهضُون رغم ضعفهم ضوئي فنتناوب الانهِزام. ومع كل انتِصارٍ أنالُهُ، عوض أن أهرع إلى المِرآةِ، ألمسُني. لأنني لم اعتدّ يومًا بالانعكاسات التي يُمليها صمم الزجاج. لطالما كانت لديّ مراياي الخاصّة. ودائمًا ما كنتُ امرأةً تعتاشُ النشوةَ التي تنشرها في الدمِ مُلاعبةٌ عقليّة. امراةٌ، تفكر الآن -بعد مُصالبة ساقيها وطوافِها في الآخِرةِ الليلة الماضِية- بقسوة ألا تسع الذاكرة إلا لونًا واحدًا. فضلًا عن أن يكون حارقًا، شغوفًا -مثلها- كالأحمر.