أتبادل أنا ورفيقات السكن -وفي نفس الوقت زميلات العمل- الحديث عند تناول وجبة الإفطار خلال عطلة الأسبوع (السبت - الأحد) ,وأغلب حديثنا يدور حول العمل والدراما التي تدور بين الزملاء والزميلات.
أمس السبت الموافق 19 -يناير-2019 كانت إحدى زميلاتي تحكي لنا عن موقف حدث لإحدى زميلاتنا في العمل ولنسميها "نورة" قائلة :- إن أحد الزملاء الكرام سخر من ملابس "نورة" كونها كانت تلبس ثوبا يحمل الطابع الإفريقي وكان واسعا جدا عليها حيث قال الأخ " الثوب هذا يسعنا أنا وإنت وفلان من كبره" , واستمر زميلنا السخيف ثقيل الطينة بسخريته من ملابس "نورة" وياليته اكتفى بذلك ذاك البدائي لكنه انتقل إلى السخرية من أسنانها وإنتهى به الأمر بالسخرية من طريقة حديثها باللغة الإنجليزية. انحرجت "نورة" كثيرا وحاولت ترقعها بالضحك والقهقهة إلا أنه كان واضح على وجهها مدى أثر كلمات زميلنا الخبل .
بعد مغادرة ثقيل الطينة المكتب , أخذت "نورة" تسأل رأي من حولها من الشباب والصبايا عن الفستان وكيف تبدو اليوم, وكيف شخصيتها وهل هي محبوبة كفاية بين الجميع. لقد أخلَ ذاك الخبل الشبر إلا ربع توازن هذه الفتاة حتى شككها بنفسها. الأكيد أنه لم ولن يبالي بما يخرج من بين شفتيه.
أثناء سماعي لهذا الموقف التي مرت به "نورة" خطر في بالي كم من الأيام تحتاجه المسكينة حتى تتعلم الثقة في نفسها وأن لاتسمح لمن يسوى أو لايسوى أن يعلق على شكلها أو لبسها؟ كم من الوقت تحتاج حتى تدرك قيمتها لذاتها وأن رأي الآخرين لايودي ولا يجيب؟
تذكرت نفسي قبل سنوات عندما كنت ارتبك وأدخل في الحيط لمجرد أن يعلق أحدهم على شكلي , شكلك اليوم تعبان - ايش الحبوب اللي في وجهك.....الخ أرتبك وأرجع أسأل القريبين مني كيف أبدو ولو أنهم أكدو على التعليق الذي تلقيته أو أنني أحسست مجرد إحساس أن فعلا شكلي تعبان كما يقال ينقلب يومي رأسا على عقب .
أما الآن الحمدلله لو إجتمعو كل من في الحي وعلقو على شكلي , لبسي , طريقة كلامي ... ماحرك شعرة فيني .
لكن الموضوع أخذ مني وقت وجهد ومحاولات وأحيانا إظهار القليل من الوقاحة للناس الوقحين المتجاوزين حدودهم والامباليين بمشاعر غيرهم والمتطفلين والحشريين بأمور لاتخصهم لا من بعيد ولا من قريب لإيقافهم عند حدهم الذي يستحقونه. القليل من الوقاحة لايضر وأحيانا كثير لا نحتاج سوى النظرة و الكلام الحازم.
ملحوظة:- عزيزي الرجل مهما تظن أنك خفيف ظل إياك ثم إياك السخرية من أشكال الناس عامة والسخرية من إمرأة بشكل خاص. تدَرب على ذلك مرارا وتكرارا ويوما ما ستصل لوحدك إن شاء الله. موفق عزيزي