كل شعورنا بإنسانيتنا يقوم على التشاركية. الحب عظيم لأنه يملؤنا بالعميق من وجود روح أخرى تسكن داخلنا كما معنا، تشاركنا كلماتنا..تشاركنا أفكارنا.. تشاركنا ذاك الكيان المخبوء فينا لا يراه أحد.
مشاركة الأوقات مع الآخر الذي نحبه تجعلنا نعيش الأنس والمؤانسة. إن الوَحشة متوحشة على معنى التوحش اللغوي وهو البقاء في عزلة عن الحياة المدنية. لدلك فإننا نثبت أننا على ما يرام لأن في حياتنا ذلك الآخر الذي نحبه.
.
مشاركات الانفعالات مع الآخر الذي نحبه يزحزحها متذبذبة عن وقعها الأول في نفوسنا، فنحن نصير نملك السيطرة على أن نعليها لو كانت مبهجة، أو نخفف من ثقلها لو كانت فادحة، فقط، بمعية الآخر الذي نحبه.
مشاركة الحديث مع الآخر الذي نحبه يجلب لحياتنا البركة، فنرى كل شأننا متسعا، وافرا، عميقا ، إذ لم يعد قياس سعادة عقلنا على قدره، بل تضاعف في أفق الآخرالذي نحبه.
الآخر الذي نحبه.