صباح الخير ..
كان لابدّ أن أكتب ذلك ..
أنا التي عاهدت نفسي أن تعيش معي عالماً من السلام أخشى على قلبك أن يدق متخوفاً لو كتبت لك رسالةً بلا استفتاح ..
هكذا إذاً يا -عزيزي- ،واقرأها أنت -حبيبي- فأنا في حالة غضب لغوي تأبى أن أكتب كلمات أكثر حباً ..
هكذا أنا ..
أُحبك ،أُريدك ،أهابك ،أخشى عليك من لفظٍ يخرج مني في لحظة غيرة، ماذا عنك ؟
هل جربت معنى أن لاتكون حراً فيما أحببت ؟
هل جربت معنى أن تذهب الكلمة التي تُريدها تحديداً لشخصٍ آخر وتبقى أنت متفرجاً لاحول لك ولاقوة ولاحق أيضاً ؟
تُهيّءُ الأسباب لمجيئها وتفتح المواضيع وتخلق اللقاءات ،ولكنها لاتأتي ؛والأمرّ من ذلك أنها تذهب لمن لم يفعل ذلك أساساً ..هل جرّبت ؟
الأمر أشبه بأن تِعدّ كوبين من القهوة وتشربهما وحيداً..
إنني أُريدإخبارك بشكل لا يخدش كبريائي ولايفضحُ سريرتي، ولكن الجزء المهم هو أنت ؛كيف أقول ذلك بشكلٍ لايجعلك تُحسّ أنني نسفت كل حبك وماقدّم؟
هل سيكفي لو قلت لك أني أُحب النجوم أكثر من الشمس والقمر ؟
أم أدّعي أنهم اكتشفوا بكتيريا نافعة تنتقل إلى القهوة عن طريق الأصابع عندما يُعدّها المرء لحبيبته بيديه؟
أم أمُثّل دخولي حالة نفسية علاجها الوحيد بقاء شخص يكرر المريض اسمه دائماً بجانبه ؟
إنني على أتمّ الاستعداد لفعل ذلك كله ولكني أخشى أنك لاتُجيد فهم المجازات وأنا لا أُطيق اصطباراً ؛لذلك سأشرح لك :
أنا يا عالمي الأخضر امرأةٌ تقضي العمر في التفاصيل ،تكتب على كُل شيء تقدمه "صنع بحب"..
إنها مهووسة بالتوقيت ،لاتستطيع تجاوزه ولاتقبل مايأتي بعده ..
يفتح العالم لها أبوابه على مصراعيها ولكنها لاتأبه ولاتسأل إلا عمن فتحها أساساً!
مختصةٌ بوضع اللبنة الأولى ،تُفرِّق مابين أول الزُّرّاع ومايليه من الساقين رغم امتنانها لهم جميعاً ..
لقد كتبت ذلك وأنا مليئةٌ بالأسى ؛إذ كيف للمرء أن يُعرّف عن نفسه لمن رفع له شعار الحب أولاً ؟
آمل أن تُكمل في ردك بقية تعريفي لا أكثر ..
طمئِن فؤادي أنّ حُبّك فاهمي
أرجوك قُل أدري وإنّكِ واهمة !
..
نوره محمد