يغمرنا الشعر بالعديد من تجارب اليقظة المحركة لما هو كامن من المشاعر ، فما نعجز عن التعبير عنه ، يستلمه الشاعر عنا ويعيده إلينا كلمات ذات إشارات ورموز تجاوب ما استغلق على أرواحنا تفهمه.

لكن الفريد المتجدد أن يتحول الشعر تجوالاً روحيا يسافر  بنا حيث لم ندرك له وصولا في معطياتنا الحسية. إن الروحية حين يوظفها الشعر يستكنه عبرها معارج سماوية ، ويشق دروبا ، ويصبغ كل ما هو عقيم بالإخصاب، فنرى الروح تسري في الأوصال الهامدة مررنا بها طويلا ولم تحدثنا مطلقا.

في ديوان الشاعر الفارسي سهراب سبهري دوران ممتد من التعرض للسفر عبر مختلف المعاني ، معاني تلتف حول عوالم مطلقة من التحديد ، يجمعها الشاعر أمامنا كيانات متوافقة تريد جميعها أن تْرزَق الروح .


فطعتَ متاهات ، وخطوب

سالكا طريقا من عندي حتى لا نهاية. 

أيها المسافر بين ثقل الجفن ونهر الفجر،

في بستانك الناقص، أيها الطفل، لم يكن غصن الزمرد وحيدا

بل كان يلمع على حقل الخوف،

وفِي حوزة التنويمة، كنت تذهب إلى نبع الخوف.

وكانت ذراعاك ساحلين متناقضين مثل السيف والمداعبة.

ضحكتً خداعا، لا ابتسامة ، وعشت المجهول ، لا الحياة.

———-

كتاب: سهراب سهبري

الأعمال الكاملة 

ترجمة غسان حمدان 

منشورات تكوين والرافدين