الأمر بسيط و لكنه غريب، فلسفة غريبه شهدتها مؤخراً بعد ان طرقت باب تعلم التكنولوجيا والكمبيوتر. وجدت المعظم يبحث عن مساعدة من لدية هدف و من لديه شغف و طموح و رغبة في التعلم، و لكن لم اجد من يبحث عن من هم بلا هدف او بلا شغف أو بلا طموح ليقدم لهم يد المساعده علي الرغم من أنهم من يحتاجون المساعدة و يد العون.
بدأت بالحديث مع نفسي: من يستحق المساعدة حقاً؟ المقبل علي الانتحار لأنه لم يعد يري لحياته فائدة؟ أم الذي يسعي بجد و أجتهاد و يعرف أن لحياته معني و هدف؟ .. أعلم ان الاثنان يستحقان المساعدة و لكن النجاح الحق يكون بتحقيق شئ غير سهل التحقيق. فنجاحك في مساعدة المقبل علي الانتحار و تغيير هذه الرغبه و الاعتقاد الخاطئ بأن حياته بلا هدف، أقيم و أهم و أعظم من مساعدة الشخص الاخر في الوصول لهدفة المادي..
فإني أؤمن بأن الهدف ليس شئ مادي بل هو الاحساس و القيمة المعنوية و الطمأنينة النفسية التي تجعل الانسان يشعر بقيمة الحياة و بقيمة وجوده فيها.
قدم يدَ العونِ للمُحبط حتي يأمل، للكسول حتي ينشط، للمتشائم حتي يتفائل ... بلا ضجر او ملل.
التفاضل هو أن يكون هناك تفضيل بين الأشخاص عن بعضها البعض بمعني ان يكون هناك قوي و ضعيف غني و فقير، ليس لأن يبقي الضعيف ضعيفا ولا الفقير فقيرا و هكذا بالنسبه للطرف الآخر، و لكن هناك حاجه للتكامل بمعني ان تضادنا و اختلافنا ليتكامل ذو المقدرة مع من هو ضعيف او فاقد للمقدرة.
و أقرب مثال علي ذلك هو الأب و الأبن، فالابن عندما يكون طفل يكون لا حول ولا قوة له ، ولكن بوجود الأب يكون قد حدث تكامل ، و مسؤلية الأب ان يساعد هذا الطفل حتي يصبح رجل رشيد يعي ما يفعل و يعرف الصواب و الخطأ ، و في هذا الوقت يتركه لظروف الحياة كي تكمل تعليمه و تأديبه.
إذا لم تجد نصفك المضاد لك فأعلم انه ينقصك شئ عظيم و رسالتك في الحياة لم تكتمل بعد، فـ سر الحياة هو التفاضل و التكامل.