لا جدوى من أن يبحث الإنسان خلف معنى نظري وإجابات جاهزة لسؤال : ماذا تعني الحياة؟ أو ما هو المعنى وراء هذه الحياة ؟ فالأجدى أن ينظر كل شخص لحياته هو، ويسأل : ما معنى حياتي؟ ما هي قصتي في هذه حياتي؟ وهنا يصبح "العيش" مسألة التزام أخلاقي بكيف نعيش بمبادئنا ومعتقداتنا ومواقفنا في حياتنا، وهذا يحقق لنا المعنى المتجدد الذي نمسكه بأيدينا ، وليس شيئا فوقيا نكون عاجزين عن تغييره أو التفاعل معه.
إن معنى الحياة يتحقق حين نبحث في داخلنا عن مواهبنا وملكاتنا الخاصة بكل واحد منا، ثم عندما نكشفها ونسعى لأن نشارك خيرها مع الآخرين ، وهنا تتحقق القيمة الأولى للحياة وهي الحب بمعناه الذي يتجاوز العلاقات الحميمية المتبادلة، إنما نصير نحب كل من يمكننا إيصال خيرنا إليه.
فمثلا ، لو عرف أي شخص موهبة الكتابة لديه، فإنه يسعى لتطويرها حتى يأتي اليوم الذي يكتب فيه شيئا نافعا للناس كلهم ، وبهذا تتسع دائرة الحب لديه، وتتحقق السعادة،.
والعلامة الثانية بعد الحب التي نستدل بها على أننا نحقق المعنى في حياتنا هو أن نكون "سعداء"، فالسعادة قيمة أصيلة في في فهم حياتنا ، وليست ترفا عارضا.
من الخطأ الذي تقع فيه العلاقات ذات المفهوم الضيق للحب ، أننا عندما نحب شخصا نريد أن نكون وحدنا من يملأ حياته، وكذلك أن يكون هو وحده شغلنا الشاغل، لذلك يختنق الطرفان ولا يصبح لحياتهما معا أي معنى!
في حين أن المعنى يتحقق حين يترك كل طرف للطرف الآخر مساحة كي يزدهر بها ، وينمي مواهبه الخاصة به. فينجح الاثنان معا.
——