يحاول دوران الورقةِ الصفراء في المكانِ ذاته أن يقول لي شيئًا. أستشعر هذا، بطريقةٍ ما، طيلة زمن جلوسي.
الوقت مشوبٌ بالقلق. قلق غياب المعنى، ألا أستطيع النهوض حين يجبُ عليَّ أن أفعل، وألا أكون مستلقيةً في ذهنك الآن. حلمت البارحة بركضٍ طويل، مع صديقة طفولةٍ -نستني على الأرجح- نحو نهرٍ غير موجودٍ في المدينة. أفكر. لعله سبب تثاقل قدميَّ. ثم أشردُ مع حفيفِ النسمة الناعِم في موتٍ صغير.
لم أشعر بالخدر الذي تخللني أسفل ظِل مرُور الغيمة. لكن عِتمتي ارتعدت حينما مسَّتني، كإيقاظٍ، أشعَّةُ الشمس. ارتعدت ثم عُدت مثل تمثالٍ إلى الهمود. ما أفعله لا يكفي لتحريك قدمين تحجَّرتا. ويحاول دوران الورقةِ الصفراء في المكانِ ذاته أن يقول لي شيئًا. رُبما أنني أذوي. وأترنّح كمن يقف على قدمٍ واحدة. ويمزّقني المنتصفُ، لا أضحك ولا أبكي.