" صحيح يا عم راضي هي الجنة فيها كتب ؟! "

ارتفع ضحك عم راضي وسعل من دخان الشيشة التي يمسكها في يده .. ثم ناولها لآدم وهو يقول :"كتب!! لا ده يظهر الحشيش المرة دي مش مغشوش يا آدم" وضحك مرة أخرى أكثر مما تتحمله الدعابة في الواقع ..

سحب آدم نفسا من الشيشة وأخرجه وهو يقول بلهجة لا تعلم إن كان جادا أم مازحا:" أنا باتكلم جد .. أصل الواحد هيعمل ايه في الجنة .. صحيح كل حاجة موجودة ومسموحة بس بردو الواحد لازمله حاجة تسليه .. أصل لو كل حاجة موجودة الواحد يزهق .. يعني أكل وشرب وبنات حلوين .. طب وبعدين ؟! "

رد عم راضي بجدية :" يا ابني كل حاجة موجودة في الجنة حتى الكتب والموسيقى والمناظر الحلوة.. ده غير إن الزهق والغضب والمشاعر السلبية دي كلها مش هتبقى موجودة"

آدم :" طب والكتب دي مين كتبها ؟! يعني هو لولا اليأس والغضب والثورة والحزن والحب والحرمان والغلط والندم مكانش بقى فيه أدب يعني ولا موسيقى .. هو عم نجيب كان هيكتب ثرثرة فوق النيل لو مكنش فيه فساد .. ولا بيتهوفن كان هيألف ضربات القدر لو مكنش فيه غضب .. يا عم راضي الأدب هو النتيجة الحلوه لكل الحاجات الوحشة اللي في الدنيا "

جاء القهوجي وقاطعهما قائلا : " شايك يا عم راضي "

ووضع أمامهما صينية الشاي .. فتأمله آدم وسأله :" عايز تدخل الجنة يا عبده ؟! "

فابتسم عبده وقال :" وحد يكره يا أستاذ.. رضاك يا رب! "

سأله آدم : " عايز تعمل ايه في الجنة يا عبده ؟! "

رد دون تفكير :" ارتاح من الشقا يا بيه .. "

فضحك آدم قائلا:" يعني مش هتزهق ؟!"

ضحك عبده :" أزهق من النعيم أحسن ما أزهق من الشقا .. يعني أنا دلوقتي مبزهقش ؟!
بازهق بس لو مكملتش أموت .. على الأقل الجنة مفيهاش موت .. ولا ايه يا عم راضي ؟! "

أجابه عم راضي في شرود :" لا فيها موت ولا زهق يا عبده .. الله يرضى عليك يا ابني "

ابتسم آدم نفس ابتسامته التي لا تعلم أساخرة هي أم يائسة وقال :" أنا في الجنة هاطلب أشوفك عشان نقعد سوا أصل أنا مبزهقش منك يا عم راضي "

"يا عم أنا بازهق .. وبعدين أنت مين اللي قالك إنك هتدخل الجنة أصلا قوم الله يهديك .. قوم يلا روح عندك جامعة الصبح"