Image title

كنت قد قرأت مقال في احدى المواقع الالكترونية المعروفة من فترة ليست بالبعيدة مفادها بأن الثرثرة , حسب أخصائي نفسي , داء يؤثر على علاقة الانسان بالاخرين . لا  أخفيكم سرا بأنني قد شعرت ببعض الاهانة ! حيث أنني و بكل تواضع و سرور أنتمي للفئة التي يصب عليها المقال جل هجومه باعتبار الثرثرة سببا جوهريا لانهيار علاقات الانسان الاجتماعية و نفور  الناس من حوله  متناسيا ارفاق دليل على ادعاؤه أو سرد موضوعي لوجهات المجتمع العربي للثرثرة   .

كان المقال شديد الجزم بأنه اذا أراد الانسان لحياته أن تتحسن بجانب علاقاته الاجتماعية , فما عليه الا أن يكف عن الثرثرة معللا أن كثرة الكلام تلغي هالة الغموض التي تحيط بالفرد و تجعل من حياته كتابا مفتوح لمحيطه وبالتالي سوف  تتوقف عن كونها تستحق أن تكون محط الاهتمام و المراقبة    .

ربما لأن البعض يرى  الغموض كالسحر  الذي يجدب الاخرين للانسان دون أن يبذل هو شخصيا الجهد لذلك .استطرد المقال بعرض بعض النصائح للشخص الثرثار التي ان اتبعها من الممكن أن يخفف من وطأ ثرثرته . لا أدري  كيف غاب عن بال كاتب المقال أو حتى الطبيب الدي قابله بأن كثرة الكلام أو  حتى قلتها جزء لا يتجزأ من شخصية الانسان , نشأ  واعتاد عليها والبعض يرى بأن الثرثرة جزؤها   المحبب من شخصيتها .

صراحة لا أرى بأن الابتعاد عن جلسات النميمة و التفكير المسبق قبل التفوه بالكلام أو حتى العد للعشرة قبل ابداء الرأي  قد يجدي نفعا فهي , حسب ما أرى , ليست مسألة جزم مع اللسان ! فما على الانسان الثرثار أو الذي يصنف من قبل أقرانه على أنه " ثرثار " الا أن يبتعد عن الأشخاص الدين يأتون على خلاف عادته أو أن يتواجد بين أناس ثرثارين !