إنكسرت مرآة...فتحطم الحاجز الذي بيني و بين الغول الذي حُبس بداخلي فاجتاحني و سيطر علي...

لم أعد أعرف من أكون، لم أعد أعرف حتى إن كنت على الطريق الصحيح ، غرقت في ظلام دامس و صرت حائرا و سؤال واحد يتردّد في خاطري :"ما الذي عليّ فعله؟" 

فجأة أطلق الغول ضحكات مخيفة و بدأ بالتحدث :

"أيها الأحمق! أيها النكرة ! لم عليك أن تكون على الطريق الصحيح؟ لم عليك فعل الصواب ؟ لم عليك أن تعيش خروفا بينما يمكنك أن تكون ذئبا ؟ لم عليك تطبيق قوانينهم البلهاء و هم أنفسهم لا يتقيدون بها ؟

هم مجرد حمقى عرفوا أن هذا العالم مجرد ملعب كبير ، أتظن أن حياة الخراف هي أفضل وسيلة للبقاء ؟!

أنا أراها أفضل وسيلة للفناء ، أحقا تصدق أكاذيبهم ؟! هل تصدق كلماتهم الناعمة و الجميلة و هي تحوي أشواكا؟!

هم اخترعوها ليقوموا بعمل غشاء لأعين الحمقى أمثالك كي لا يستطيعوا رؤية الحقيقة ، صدقني هم أقبح مما قد يتصور عقلك ، إنهم وحوش من الداخل ، هم يضعون الأضعف بينكم في الصفوف الأمامية ، هم يظنونكم مجرد "بيادق" في لعبتهم، هم محميون بكم ، يملؤون بطونهم بما لذ و طاب و ينامون على ريش النعام، بينما بعضكم يموت جوعا و هم يزدادون وزنا كالخنازير .

كلانا يعلم جيدا أنه في يوم ما سيثور أحدكم و سيطلق العنان للغول الذي بداخله فتنتشر العدوى ثم يصبح "الخنازير" فريسة صائغة لكم و تصنعون الجحيم لهم...

لكن كل شيء سيعود في النهاية كما كان  فطبيعتكم الحيوانية ستجعلكم مثلهم، لن تستطيعوا السيطرة على أنفسكم فسيستهويكم طعم السلطة اللذيذ و سيذيب وعيكم و حكمتكم فتفقدون هدفكم و إنسانيتكم و تعلقون في دائرة "الظالم و المظلوم"."

حاولت إصلاح المرآة المكسورة عبر تركيب أجزائها لكنها لم تعد كما هي فعادت ضحكاته المخيفة و قال :

"أعلم أنك لا تريدني لكن دعني على الأقل أكمل حديثي...أنت لم تعد مثلهم ، أنت لن تروض مثلهم ، أنت لم تعد تفكر مثلهم، سيضحكون عليك لأنك مختلف و ستضحك عليهم لأنهم متشابهون ، ستتذوق طعم الحرية التي حرموا منها ، ستعيش وحيدا كذئب جائع ، ستحقق أحلامك و ستفعل ما يحلو لك...".

صرت أصرخ بقوة و ترجوته أن يرحل فصمت قليلا ثم قال :

"أنا جزء منك لذا لن تستطيع حذفي لكنني سأصمت و أراقبك و عندما تحتاجني ستعرف كيفية استدعائي. 》 ثم اختفى و عادت المرآة لما كانت عليه لكن بقي شق صغير في ركن من أركانها..."