تضيع صورتك في حشدٍ من التكرار. الأيّام هي الأيّام. الوجوه هي الوجوه. ولا مرآةَ تعيرك ذراعيها دون خِداع.

أنت مُحدَّبٌ في حدقة، وشظايا في أخرى. رهينَ دائرةٍ تسلبُ مع كل خطوةٍ ملمحًا، وتعاودك كلما تلاشيتَ مشهدَ البداية.

تلتمسُ في ذهنك مهربًا. مفتّشًا عن مشهدٍ بدا فيه تمامُك، أو ما ظننته قد كان. منسيًا وملتبسًا. تتقصّى بالحِيرة لمحةً من إدراكٍ فائت. حائرًا فيك، في ملمحك، تتلمّس الضوءَ -كي تستطيع المضيّ- مثل ضرير. وتجيء نسيمًا، في اختناقاتِ البحث عن منفذٍ، ذكرى من كشف، لم يمسّها دوران الزمنِ، وظلَّت نديَّة.