استيقظت صباحا وانا في قمة السعادة بعد امس حافل بإنجاز سطر التاريخ وهو...
( نجاح الثورة)..واسقاط النظام الفاسد تناولت فطوري على عجل ونزلت الى الشارع ذاهبا الى الجامعة وبالي مشغول بالتفكير في الحياة الرغيدة والمستقبل المشرق الذي ينتظرنا .
لم امشي سوى بضع امتار حتى وصلت الى نهاية الشارع وقفت عند خط المشاة لكي اعبر ، حينها نظرت حولي فصعقت! . اين انا؟ هل انا بالأمس! ام في بلد اخر؟ ،
ماذا يحصل ؟ لقد نجحت الثورة !!؟
فلم كل هذه الفوضى!! ؟
رايت مجهولا يحرق سيارة ، واخر يكسر زجاج دكانا كي يسرقه وذاك تسلق العامود محاولا قطع اسلاك الكهرباء . هنا شيخا يبكي وهناك طفلا مات جوعا . هل انا احلم؟.. لا !.
اسرعت أهرول مذهولا، سقطت كتبي من يدي لم اكترث لها فقد كنت احاول فهم ما يحدث دخلت في زحام من المتقاتلين لم استطع العبور حبوت على الارض محاولا الخروج من هذه الدوامة اتجهت يمينا ويسارا سرت وسرت لكني لم اكتشف بعد سبب الفوضى وجدت عجوزا على جانب الطريق مكسورة باكية تضرب كفا بكف وتردد... هذه ثورتنا؟! ... هذه ثورتنا!؟ ... تذكرت وضعنا قبل الثورة وقارنتها بحالنا الان وايقنت بأن الماضي كان افضل فالمشكلة كانت اصغر، لم استطع التفكير اكثر شعرت بدوار شديد ، إصفر وجهي وثقل رأسي جثوت على ركبتاي وارتميت على الرصيف مصوبا عيناي على الارض التي امتلأت الان بالدماء والاوساخ بعدما كانت تملؤها الاوساخ فقط !
كنت اعتقد بأن الحاكم هو الفاسد الوحيد . وعندما يزول .سينقشع الظلم والهوان . ياله من حاكم اناني وقاسي، فنحن لم يتسنى لنا التعرف على باقي المجموعة فقد كان يحتكر الفساد لوحده!
رفعت رأسي وانا ابكي واتحسر على ايام ماقبل الثورة التي باتت لي الان نعمة مفقودة
. وبينما انا كذلك سمعت اشخاصا حولي يضحكون!!
اصوات ضحك !! والكل يبكي ؟نظرت اليهم فوجدتهم يحملون السلاح وقد ملئت اعينهم شرارا وشرا ، استرقت السمع واستطعت سماع احدهم يقول لقد بدأت الان الجولة الثانية !!!
حينها ايقنت بأن الثورة لم تكن ثورة كانت مجرد وهم .فقد نجحوا بسياقنا كالاغنام الى الجولة الثانية للقضاء على ما تبقى من الضمائر الحية والعقول النيرة التي كانت ستشكل تهديدا عليهم. وليس لنهب ثروات الشعوب فقد كانت مسلوبة منذ قرن تقريبا .
ان الثورة الصحيحة لاتبدأ على النظام الفاسد
بل على من يمد هذا النظام بالفساد
ان قطعنا الطريق عليهم انهار نظامنا الفاسد لوحده !!.
.
اهي حقا ثورة !
Wael_aldaghma .
