تلك اللحظة التي تجلسها على السجادة , اللحظة التي تزوركـَ فيها دمعة خاشعة ,بين يدي خالقكـَ ,وأنت تتلو القرآن ,وأنت تدعو ربك ,بين رغبة ورهبة , تناجيه وتناديه ,وتشكو هموهكَ وغمومكـَ ,وتنثر بين ثنايا قدرته أمانيك وأحلامك , ...
لا تنسى أن تغتنم كلّ هذه اللحظات , تلذذ ,تذوّق طعم الحلاوة التي قذفت داخلك ,اغتنمها قبل أن تمضي إلى فعل كان ! ...
تلك اللحظة التي تنفرد فيها بنفسك , تجلس مع ذاتك ,تحاسبها ,تعاتبها ,توبّخها ,ثمّ تعانقها ,تربّت على كتفها وتحتويها ,فتخطط معها لمستقبل أفضل ,ترسم معها الطريق الصح , تناقش معها مختلف القضايا المتعلّقة بحياتك , في جميع الميادين ,وتتذكّر أحيانا بعض اللحظات ,قد تبكي ,وقد تضحك , لكن ,لاتنسى أن تعيشها بعمق , قد لا تتاح لك هذه الفرصة بعد الآن , لذا ,اغتنمها قبل أن تمضي إلى فعل كان ! ...
قد يتسنّى للعائلة أن تجتمع , فيلتقي جميع أفرادها , لمدة يوم , أو أسبوع ,أو أكثر من ذلك أو أقل , المدة هنا ليست محددة بدقة , لكن الأمر المحدّد بدقّة , هو أنهم سيفترقون بعد حين ...
قد يبدو أمر الضيافة متعب ,لكنه مزدان بحكايات ,ومسرّات ,وذكريات الطفولة المضحكة ,والأجمل من كلّ ذلك , الابتسامة المرسومة على ثغر الوالدين فرحة وسعادة بهذه اللّمة الجميلة , فَ لا تنسى أن تعيشها بعمق , اغتنمها قبل أن تمضي إلى فعل كان ! ...
وأنت مع أصدقائك , اضحك من قلبك , واستمتع بوقتك ,اخترع حكايات جديدة ,وافتح نقاشات عديدة ,لتقضي معهم أجمل اللحظات ,ناديهم بأحبّ الأسماء إليهم ,أحبّهم ,احترمهم ,قدّم لهم الهدايا على سبيل "تهادوا تحابّوا" ,أخرج معهم في نزهة , شاركهم مناسباتهم , ودعهم يشاركونك ,ولا تقدّر أيّ شيء بثمن , فتلك أشياء لا تقدّر بثمن ,فقط اغتنمها بسعادة , قد لا تعود , وقد لا يعودون ,اغتنمها قبل أن تمضي إلى فعل كان ! ...
وأنت في غرفتك ,في مكتبك ,وأنت مع دفاترك وأقلامك ,مع كتبك , مع كلّ شيء تملكه ,عش بمتعة , انظر لكلّ شيء بعين الحب والسعادة ,انظر للكون بعين متفائلة ,أنشد للحياة , تغنّى بالسماء الزرقاء ,والشمس المشرقة ,بالأمطار ,والأزهار ,والبحار والأنهار ,...
لا تطل حزنكـَ , لأنك وأنت جالس حزين , سيفوتك الكثير من النور والبهاء في الحياة , اغتنمها قبل أن تمضي إلى فعل كان ! ...