بقلم/ المحامي سركوت كمال علي

الحكام العرب يعيشون حالة من الرعب ومن القلق خوفا من انتقال عدوى مظاهرات السترات الصفراء الفرنسية اليها.

ففي مصر فرضت السلطات المصرية بشكل غير رسمي منذ أسبوع قيودا على بيع السترات الصفراء للأفراد ونقلا عن تجار وباعة معدات أمن صناعي في القاهرة إن السلطات منعتهم من بيع السترات الصفراء خشية أن يستخدمها مواطنون في تقليد احتجاجات فرنسا مع اقتراب ذكرى الانتفاضة المصرية التي اندلعت يوم 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وعلق احد التجار على قرار السلطات الامنية في مصر بان بيع السترات الصفراء اصبح اخطر من بيع المخدرات في مصر.

كما قامت السلطات المصرية باعتقال محامي بعد أن ظهر في صورة مرتديا سترة صفراء على غرار السترات التي يرتديها متظاهرو "السترات الصفراء" في فرنسا، بحسب محامية وتقارير إعلامية محلية.

وقالت المحامية البارزة ماهينور المصري إن النيابة في مدينة الإسكندرية قررت الثلاثاء حبس محمد رمضان 15 يوما على ذمة التحقيقات.

وأشارت المصري إلى أن السلطات اعتبرت الصورة تحريضا على تنظيم احتجاجات مماثلة لتلك في فرنسا، وقالت إنها وجهت لرمضان تهما تشمل "نشر أخبار كاذبة... ونشر أيديولوجية جماعة إرهابية".

وظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حضّت على الخروج في تظاهرات يرتدي فيها المحتجون السترات الصفراء إحياء للذكرى الثامنة الوشيكة لثورة 25 يناير، والتي يرى الكثير من النشطاء أنها خرجت تماما عن مسارها السياسي الاجتماعي الذي اندلعت من أجله، ويجب التصحيح.

وفي 6 ديسمبر احتج المئات من المتظاهرين الاردنيين في الدوار الرابع في عمان ضد مجلس الامة وضد حكومة عمر الرزاز مطالبين بإلغاء قانون ضريبة الدخل وقانون الجرائم الالكترونية وخفض الاسعار ومحاكمة الفاسدين واجراء اصلاحات سياسية .

وستستمر هذه المظاهرات يوم غد الخميس وسينضم اليها المئات من المحتجين من المحافظات الاردنية ويكون التجمع في الدوار الرابع في الاردن.

وفي تونس أعلن الاتحاد العام التونسي للشّغل،عن تنظيم إضراب شامل للموظفين في 17 يناير/كانون الثاني 2019، احتجاجا على عدم استجابة الحكومة لمطالب زيادة الأجور، وما أسموه بخضوع الحكومة لتعليمات الدوائر المالية الأجنبية.

وشهدت 6 محافظات تونسية مسيرات حاشدة، اليوم الأربعاء 12 ديسمبر، تطالب رئيس الحكومة يوسف الشاهد وفريقه الحكومي بالاستقالة؛ احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وفي 9ديسمبر اصدر مجموعة من النشطاء التونسيين بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي اعلنوا فيه عن تأسيس حملة "السترات الحمراء" لإنقاذ تونس, ردا على ما وصفوه "بالفشل والفساد وغلاء المعيشة والبطالة وسوء الإدارة والهيمنة على مفاصل الدولة واستمرار سياسات التفقير الممنهج".

وهناك دول اخرى ربما ستشهد مظاهرات واحتجاجات ضد الانظمة الحاكمة في بعض الدول العربية؟

فهل سنشهد قريبا ربيعا عربيا ثانيا؟

وهل ستكون هناك ثورات دموية مثل السورية؟

واخيرا وبفضل احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا اصبح الحكام العرب يعيشون حالة من عدم الاستقرار النفسي وحالة خوف دائمة....

واصبح ليلهم نهارا ونهارهم ليلا........

خوفا من ان يصبح مصيرهم كمصيرالذين سبقوهم من القادة العرب.....