من تجربتي في الحياة وصلت لقناعة تامة وجازمة بعد مناقشات عقلية طويلة أن الإيمان بالله واليوم الآخر هو ((المعنى المنطقي والوحيد)) لكل هذا الوجود العجيب وبدون هذا ((المعنى)) فليس ثمة غير العبث والصدفة العمياء التي تخبط خبط عشواء وهو ما لم يستطع عقلي طوال كل هذه العقود التي كنت أفكر فيها في لغز الحياة ولغز الموت أن يقبله!... قرأتُ حجج كل الملاحدة والتفسيرات المادية فوجدتها جميعًا وعلى كل ما فيها من جهد فلسفي عظيم واجتهاد فكري كبير لا تصمد في النهاية أمام هذا التفسير الإيماني المنطقي البسيط والواضح الذي يقوم على الايمان بالله واليوم الآخر، أي الايمان بوجود خالق ووجود حياة أخرى بعد الموت يُثاب فيها الخلوق العادل الأمين ويُعاقب فيها الفاجر والظالم والخائن، حيث سيحكم الله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، في كل القضايا الفكرية والمنازعات العملية، ويعلن الحقيقة التامة ويقيم العدالة الكاملة وينتصر للمظلوم من الظالم.... غير هذا الاعتقاد المنطقي الراجح عقلًا فليس سوى هاوية عمياء لا قرار لها!!.
سليم نصر الرقعي 2018