Image title

حذّرت الحكومة الفرنسية من احتمال وقوع أعمال شغب واسعة النطاق يوم السبت القادم قد تؤدي إلى سقوط ضحايا وذلك خلال مظاهرات حاشدة دعت إليها جماعات السترات الصفراء .. فبالرغم من أن الرئيس (ماكرون) قد رضخ لمطلب المتظاهرين وألغى ضريبة المحروقات والتي كانت السبب الرئيسي في اندلاع هذه الاحتجاجات!.. يبدو أن قوى سياسية واجتماعية أخرى تريد ما هو أكبر من مطلب السترات الصفراء (!!؟؟)، ربما تريد الاطاحة بالحكومة أو حتى بالرئيس نفسه!، ربما تريد ثورة اجتماعية عارمة تتغذى على جذور الثورة الفرنسية الدموية الرهيبة!.. لا ندري!، هل سيتوقف تدحرج كرة النار وتعاظمها أم أنها ستمضي نحو ما لم يكن في الحسبان حين تحولت مظاهرة احتجاجية عارمة في تونس لثورة بشكل دراماتيكي غير متوقع!.. فالأمر هناك يومها بدأ كحركة احتجاجية على حرق عامل خضار (مغمور) متجول لنفسه احتجاجًا على سوء معاملة تعرض له على يد شرطية من شرطة البلدية!.. وحينما بدأ الرئيس التونسي في تقديم تنازلات انفتحت شهية القوى السياسية المعارضة ورفعت سقف المطالب من الانصاف الاجتماعي لرحيل الرئيس!!.. هل يمكن أن يحدث هذا الأمر في فرنسا!؟ .. البعض سيقول لا يمكن حدوث ذلك في هذه الدول الديموقراطية العريقة والعميقة!.. لكن صدقوني أن ذلك ممكن الحدوث!.. فهذه الدول تمر بمرحلة هشاشة وتضعضع لم تمر بها منذ الحرب العالمية الأولى!، فالديموقراطية والليبرالية في الغرب اليوم بدأت تتراجع حيال صعود نجم الشعبوية والوطنية المتشددة بل وانتعاش الحركات الفوضوية الراديكالية (شيوعية وغير شيوعية) الرافضة لوجود (الدولة) أصلًا كجهاز للسيطرة والتسلط والتنظيم المركزي والفوقي حيث أن المذهب الفوضوي (المذهب اللاسلطوي اللاحكومي) يعتبر الدولة هي العدو الأول!.. وهي الشر المطلق الذي يشوه فطرة الانسان!................... ((ويأتي هذا الحدث الخطير في فرنسا بعد عدة أسابيع فقط من حادثة قتل الصحفي السعودي (الخاشقجي) داخل قنصلية بلاده في تركيا حيث تم خنقه وقتله بشكل مروع وتقطيعه الى أجزاء، فيما أنباء مؤكدة نشرتها صحيفة (الواشنطن بوست) عن مصادر في المخابرات الامريكية تشير بشكل مؤكد إلى تورط ولي العهد السعودي في هذه الجريمة النكراء))(*)!!؟؟

سليم الرقعي

(*) ملاحظة مهمة : ما بين قوسين في آخر المقالة ادراج تم ادراجه بطريقة تعسفية لا شعورية غريبة اعترت مقالتي على حين غرة!!.. ربما حدث هذا بسبب اصابتي بالعدوى بفيروس طريقة قناة الجزيرة القطرية في عرض الأخبار حيث باتت هذه الأخيرة تُقحم قصة الخاشقجي في كل كبيرة وصغيرة بما يشبه المتلازمة القهرية التي يمكن تسميتها بـ(متلازمة الخاشقجي!) كحال حكومة (أوردغان) التي بعد أن خسرت الرهان على قضية الخاشقجي وخرجت من المولد بلا حمص!.. صارت ترغي وترعد كالثور الذبيح!... فسامحوني!.. إنها عدوى تأخذ وقتها وتمر  إن شاء الله!.. أرجو ذلك!.