أشعر بفخر وأحب أن أباهي بهم

في #جامعة_جدة أدرّس الثقافة الإسلامية

ولأن موضوع منهجنا هو"السيرة النبوية" خيّرت الطالبات في النشاط بين:

* غرس السيرة النبوية في الصغار.

* بث السيرة/السنة النبوية في البالغين.

فكرة النشاط قائمة على استخدام وسائل إبداعية متميزة في تبليغ السيرة لمن حولنا،واستخدام المواهب والمهارات في بثها.

لم أشترط فئة معينة لكني حثثتهن على البدء بالدائرة الصغيرة حولهن الإخوة والعائلة...

بِقلبٍ من شِقين تحركت طالباتي..

شقٌ مملوء بحب النبي صلى الله عليه وسلم وشِقٌ مملؤء بالرهبة والترقب المتوجس من التجربة الأولى.

كان الموعد النهائي لتسليم العمل هو يوم الثلاثين من شهر صفر

في قاعة ٣ من مبنى ٣ كان حصاد التجارب.

نبرة الصوت التائهة والحيرة التي رافقت بداية العمل تحولت إلى نبرة الإنجاز إلى صوت الانتصار على التحدي إلى صوت الفرح.

لا شيء يبهجني كما تفعل العيون المتألقة فرحًا بلذة الإنجاز

على المنصة في القاعة تبدأ الطالبة الحكاية معرّفةً بنفسها ثم بمشروعها الصغير الذي نفذته ومجموعتها.

تبهرنا الحكايات كأنها ألوان العيد.

تعددت التجارب وتلونت

يصعب أن أوثقها كلها لكن سألتقط منها ما أستطيع..

•(رزان) غرست في إخوتها الصغار رفق النبي صلى الله عليه وسلم مع الحيوان، تترجمت المعاني في شكل عادة صباحية يصحبون معهم في الخروج للمدرسة طعاما وماء للطيور.

• صمم فريق( لمى) قطعتين من لعبة puzzel فيها حديث للنبي صلى الله عليه وسلم بإخراج جذاب واستمتعوا بمشهد الأطفال في تركيبها.

•(تهاني) لم تعمل في فريق لكنها استطاعت أن تجمع أطفال الجيران وعاشت معهم يومًا مميزًا بصحبة السيرة النبوية.

• (غيداء) و(نور )و(شام) تجمعوا في بيت عائلة غيداء وجمعوا أطفال العائلة، وحدثوهم عن تسامح النبي صلى الله عليه وسلم، كان من وسائلهم لعبة المتاهة التي يجمع فيها الطفل بين صديقين متشاحنين تائهين.

•(روان) بعدما حكت عن تعاون النبي مع أسرته صلى الله عليه وسلم لطفلين من عائلتها كتبت لهم شعار: (أنا خيركم لأهلي)

•(علياء) رتبت جلسة عائلية حدثتهم فيها بشغف عن الإمام البخاري وقصة كتابه.

توجهت نحو ١٠٠ طالبة بزيارة ميدانية إلى أكثر من٢٥ مؤسسة (بين روضة أطفال، ومدرسة، ومركز حيّ، ودار لتحفيظ القرآن..)

• "كالرسول" شعار ٌشدني اختاره فريق (وجدان) لما زاروا مدرسة ابتدائية وقدموا لهم شيئًا مميزًا.

•مجموعة تضم طالبة تُحسِن اللغة الاوردية قرروا التوجه نحو المدرسة الباكستانية وجهزت (زهراء) فقرة باللغة الأوردية أما بقية الفريق فقدموا ألعاب ومسابقات باللغة الانجليزية

قالت لي (دعد) لم أتخيل أن أقف يوما متحدثة(باللغة العربية) ثم وجدتني أقف وأتحدث و باللغة الانجليزية!

• (رغد ) وفريقها توجهوا لروضة أطفال مسائية، وقفت تحكي عن التجربة كأن شلالا من السعادة يتصبب من قلبها إلى كلماتها..لم يكتفوا بتعريف الأطفال بالسيرة

بل مكثوا معهم لوقت صلاة المغرب وصحبوهم للوضوء والصلاة.

•أحب فريق (آلاء)أن تمتد تجربته حتى تصل لاندويسيا وفعلا تواصلوا مع أشخاص تربطهم بهم معرفة وبدأوا التواصل مع أطفال هناك وحدثوهم ببعض الأحاديث.جاء يوم التسليم ومشروع اندويسيا لم ينتهي للظروف البيئية التي حلت بمنطقتهم وضعفت معها خدمة الانترنت لكن الطالبات عازمات على المواصلة فورما تتحسن الظروف.

• ٥٠٠ طالبة في إحدى الثانويات وقفت أمامهن (رناد) وفريقها وهن يرتدين قميصًا أبيض موسوم عليه شعار جامعة جدة ثم بدأن يحدثنهن عن ( النبي صلى الله عليه وسلم صاحبًا وصديقًا)

•(ريم)وجدت أن مشوارها للجامعة عبر الحافلة يستغرق ٩٠ دقيقة فقررت أن تستغل بعض الدقائق وتخترق جوّ الدردشات العامة بدردشة فاخرة حول السيرة النبوية.

•وزع فريق( آلاء) ضمن مشروعهم وردًا أحمر في أروقة الجامعة معه بطاقة كتبت فيها بخط يدهم اقتباسًا من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه:

إني أحبك فقولي بعد كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

• اختارت مجموعة أن تشمل الهدايا للأطفال في نهاية البرنامج (شرشف صلاة للبنات) و (سجادة للأولاد) ليعمق الأثر.

•قالت لي (مرام) لم أجرب قط أن أحكي شيئا إيمانيًا لإخوتي الصغار لكنها كانت تجربة بها من الحلاوة ما يجعلني أعزم أن أحولها لعادة لا أتخلى عنها.

• (وجدان) و (يارا)و ( منال) و( سناء) أعددن دورة وقدمنها في الجامعة بعنوان ( كيف نغرس السيرة النبوية في الصغار) وعددن فيها وسائل تربوية وتقنية كتطبيقات ومواقع مفيدة.

شاشة العرض في القاعة أخذتنا إلى بيوت وفصول وحدائق، وامتلأت بوجوه أطفال جمعتهم السيرة النبوية فعاشوا معها أجمل اللحظات

الكثير من الطالبات أيضا وظّفنّ شبكات التواصل الاجتماعي في بثّ السيرة ثم عدن لي بأعين لامعة يحكين عن جمال التجربة.

السيرة النبوية وغرسها في الصغار وبثها للكبار تجربة جميلة تستحق أن توجد في كل بيت وأن يجربها كل محب للنبي صلى الله عليه وسلم.

ما تعلمته أنا وطالباتي من هذه التجربة أن السيرة النبوية كالماء يحتاجه ويحبه كل قلب، وأن الذي ينقصنا شيئا واحد فقط هو ( الاهتمام )

وأن نجعل السنة والسيرة النبوية وصفة حياتية لكل متاهات حياتنا وشعث أروحنا.

أبارك لطالبتي قص الشريط وافتتاح طريق تبليغ سيرة النبي عليه السلام للناس، كل طالبة رأيت في محياها وجه (داعية) مفعمة بالحب وستنقل الحب عن رسول الحب.

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.