إحدى تعريفات التسويق السياسي تصفه بأنه سلسة من العمليات الاتصالية والتي تستخدم فيها تقنيات متعددة لغرض التواصل مع  الرأي العام الداخلي للأحزاب والمنظمات السياسية أو الخارجي كجمهور الأحزاب والمواطنين والتأثير على قراراتهم وخياراتهم السياسية، وهو عملية طويلة المدى تكون الحملات الانتخابية جزء منها وتستمر حملات التسويق السياسي لفترات أطول من  الحملات الانتخابية المرتبطة بزمن محدد وبرنامج سياسي مخصص.

التسويق عبر الإيميل هو أداة فعالة ومعروفة في التسويق التجاري، وهناك منصات معروفة مثل ( SendGridsendinblue  MailChimp ,  Mailjet , mailgun ) وتستخدم هذه المنصات بفاعلية في التسويق السياسي عبر استهداف الجمهور عن طريق رسائل إلكترونية مصممة ومخصصة تصل للناخبين والمؤيدين والمواطنين العاديين بشكل بسيط وبأقل تكلفة بالنسبة لمنظمي الحملات السياسية.

التصميم والتخصيص

يتميز التسويق السياسي عبر الإيميل بإتاحة  الفرصة لمنظمي الحملات السياسية لصياغة رسالة سياسية مخصصة للمستقبل لها وحثه للتفاعل معها عبر دعوته لحضور فعالية أو المشاركة فيها أو التبرع لصالح المنظمة السياسية أو المترشح للانتخابات والمشاركة في حملته الدعائية.

وتمكن أدوات منصات التسويق الإلكتروني مستخدميها من تخصيص الرسائل الإلكترونية عبر استخدام أسماء المستقبلين لها مما يتيح نوع من الحميمية بين المرسل وهو الجهة السياسية والمستقبل وهو عادة إما من المؤيدين للكيان السياسي أو من الجمهور العام. كما أن تصميم محتوى الرسائل الإلكترونية يجب أن يكون مبدعاً وقادراً على لفت انتباه المستقبل لها وتفاعله الإيجابي معها.

تدعو للتفاعل: 

بحسب منصة Mailjet في المملكة المتحدة، فإن الحزب الوطني الاسكتلندي SNP  صمم في انتخابات عام 2017 العامة محتوى رسائل إلكترونية كانت الأفضل في حثها لمستقبليها على التفاعل مع محتواها.

حيث احتوت الرسائل الإلكترونية للحزب على أزرار تلفت انتباه القارئ وتقوده لصفحات فرعية تدعوه للتبرع لصالح الحزب أو الانخراط بفرق حملاته التطوعية. ونجح الحزب في صياغة عبارات تفاعلية تحث أنصار الحزب على التفاعل مع حملته. كما تضمنت رسائل الـ SNP  الإلكترونية فيديوهات مصممة عن طريق فريق الحملة الانتخابية للحزب.

تجزئة الجمهور السياسي 

جوسي سكوتشمر مديرة التسويق بـ Mailjet   في المملكة المتحدة أشارت إلى اخفاق الأحزاب السياسية الرئيسية في تجزئة جمهورها في الانتخابات المبكرة البريطانية سنة 2017 وعدم ملائمة رسائل البريد الإلكتروني المصممة من فرق حملات الأحزاب لمستلميها من أنصار الأحزاب أو باقي المواطنين.

واكتفت الأحزاب بحسب سكوتشمر باستخدام الأسم الاول للمستقبلين، ولم تستطع فرق الحملات الاستفادة من فرصة الحصول على بيانات أخرى خاصة بالمستقبلين مثل عناوينهم وبيانات عامة أخرى يمكن لها أن تفيد الحملات في إعداد بروفايلات خاصة بالجمهور السياسي والمواطنين. ولذلك يجب عليك أن تقوم بتجزئة الجمهور الذي تستهدفه بحملاتك السياسية وتخصيص رسائل محددة لكل شريحة منه.