تُرى كيف خُلق الجمال.. سؤال استوقفني كثيرا لأخلص منه الي اللاشيء... توقعت ان الجمال يكمن ف الشعر الاصفر والعيون الخضراء وما شابه ولكني اكتشفت ان للسمراء حلاوة ليست للبيضاء ولو خلقت السمراء بيضاء ما كانت بمثل حلاوتها! رأيت الأجعد الأملس اكثر جمالا من الناعم الكثيف الشعر ولو خلق الاجعد ناعما ما كان حلوا.. حينما اري اشخاصا جميلا اتذكر الصديق يوسف عليه السلام .. لقد كان جميلا جدا لدرجة اتصور ان عقلي البشري لا يتخيلها!.. لدرجة تجعل نساء الاكابر يقولون عليه -وكان عبدا - "ان هو الا ملك كريم"..جميلا لدرجة ان سيدة مصر كانت على اتم الاستعداد ان تلوث شرفها من اجل ان تحظى بهذا الفتى.. يُقال انه اُوتي نصف جمال العالم .. او اوتي ثلثه واوتيت امه ثلثه الاخر وتبقي للذرية من لدن ادم الي قيام الساعة ثلثا يتعاركون عليه.... ومع ذلك تري كل هذا الجمال في كل اولائك الناس.. تري محمد الرسول الذي لم يره احد الا اقر بجماله.. تُري كم تبقي لنا بعد مجيئه.. اجمع كل ملوك وملكات العالم منذ ان قاموا بإنشاء المسابقة... اجمع حُلويات اوروبا وامريكا اللاتينية ومصر .. أخبرهم انهم اخذوا جزءا من ثلث الجمال وأخذ شخص وحده ثلثا!!. اتخيل سيدنا يوسف -او احاول - فأجد انه ما هو الا بشر لديه انف وعينين وشفتين وشعر كسائر الخلق. لمَ تميز إذن؟! لا ادري.. من وجهة نظري اري ان الجمال ظاهرة نسبية تعتمد على القبول الذي يضعه الله لك في قلوب الناس والذي ينطبع على عيونهم فيرونك جميلا او قبيحا.. واعتمادي ان ابا لهب مثلا كان يري رسول الله بغيضا ويتشاءم من وجهه بينما الرسول يراه اصحابه بشوشا جميلا.. صراع اخر يدور في رأسي. ألشخصية مع الشكل ام الشكل مع الشخصية؟.. هل حُددت شخصياتنا في البداية ثم طُبعت عليها اشكالنا لتليق عليها ام خُلقت اشكالنا ثم طُبعت عليها شخصياتنا لتلائمها ؟! تلك السمراء جميلة بطيبتها وتلك الخمرية جميلة بكبريائها وتلك البيضاء بابتسامتها.. كل منهن ساحرة بطريقتها.. لو عكست الشخصيات لما ناسبت الاشكال!!... ما استخلصه من ذلك الكلام.. سبحان من صور فأبدع.. وخلق فأروع.. واعطى كل شيء خلقه ثم هدى .....

#انتهت