أعترف أننا في كثير من الأحيان نفشل أن تصرف كبالغين راشدين، أقرب ما نكون لطفل أراد شراء لعبة عند بداية دخول والديه السوق، فظل يبكي؛ إما أن اشتري هذه اللعبة فأبتهج، أو ساصرخ وأبكي. وفي حياتنا اليومية أمثلة كثيرة لنا نحن الأطفال الكبار، فإما أن نقوم بحمية ونخسر اربعين كيلو أو لا. إما أن اتزوج عن قصة حب كليلى ومجنونها أو لا، إما أن أربح مليوناً في صفقة، أو أظلَ على ما أنا فيه. عوداً على ذي بدء. يمكن لطفل الباكي في السوق خيار ثالث غير البكاء، أو شراء اللعبة، وهو التجول في السوق، وقضاء وقت ممتع في صالة الألعاب، أو في ردهة المطاعم. وربما سنحت له الفرصة لشراء لعبة أفضل في وقتها! نحن البالغين نفشل في سوق الحياة بأن نرى ما ينوب عن الخيارات الموجودة. فلا يوجد إلا هذا أو هذا. ونقطة على السطر.

وفي الحقيقة، لا أبالغُ عندما أقول: أن البديل الثالث من الخيار الأول والثاني دائماً ما يكون الحل المرضي. ففي أزمة عام 2008 منية إحدى الشركات بخسائر فادحة وكان الخيار المطروح في مجلس الادارة هو تسريح عدد كبير من الموظفين لتخفيف المصاريف المهم كان هناك الخيار الثالث أو البديل الثالث هو أن يأخذ جميع موظفي الشركة اجازة ملغية الراتب لمدة ستة اسابيع وبهذا لم تعد هناك حاجة لتسريح موظفين ولك أن تتخيل كيف سيكون حال الموظفين الذي سيتم فصلهم وكيف سيكون حال اسرهم .

هناك قاعدة تقول الخيار الثالث ينجح دائما. وأؤكد على البديل الثالث،وليس الحل الوسط.فالحل الوسط قد لا يستهوينا لأننا عرب والدم حار كما يقال ونفضل الإنحياز لأحد الأطراف فالحل الوسط في بعض الأحيان لا يغري ولكن أحب تسميته البديل الثالث وبديل تعني أنه يقوم مقام الخيار الأول والخيار الثاني.

كانت الخيارات المطروحة في ذهن كل قبيلة من أشراف مكة عندما أرادوا وضع الحجر الأسود هي إما أن اضع الحجر الأسود في مكانة وأنال شرف هذا أو أن اهزم واهان واما القبائل الأخرى ويحضى بالشرف غيري حتى جاء الرسول صلى الله عليه وسلم في القصة المعروفة من اختيار البديل الثالث .

النائب الذكي مخرج طوارئ، سينقذك في كثير من الآحيان.  دخل أحد الأشخاص منزل مُضِيفِه فرأى حَرجة من بقعة قهوة على الأريكة لم تنجح محاولات الغسيل في إزالتها، ثم بادره المضيف بقوله: فعلنا كل ما يمككنا فعله ولكن البقعة كانت عنيدة، وفي الوقت الحالي لا نستطيع تغير الأريكة فأخذ قطعة الجلسة تلك وقلبها وانتهت المشكلة.

وعندما تنظر إلى الخيارات فهي غسيل قطعة الجلسة أو استبدالها، ولكن تكمن قوة البديل الثالث في الإبداع ومحاولة إيجاد خيار ثالث ينوب عن الخيارين المتناظرين.

دعني أطرح بين يديك بعض النصائح في كيفية إيجاد النائب الذكي عن الخيارين الأول والثاني:

1_إيجاد عدد كبير من الحلول يسهل عملية انتقاء الحل الذي ينوب عن الخيار الأول والثاني.

2_ليكن شعارك التاكمل لا التلاكم، والمرونة دون قسوة أو ليونة.

3_إيجاد النائب الذكي يتطلب خروج من عقلية.

أخيرا فكر في مشكلة استعصت عليك ولم تجد لها حل فكر ثم فكر في خيار ينوب عن الحل الأول والثاني. شدهشك قوة الخيار الثالث.

ــــ

الكاتب : صقر بن محمد

[email protected]