تسمح لي نحكِّي مع بعضنا شوية؟ الدنيا مش هتطير، أصل أنا ما صدقت، دماغي مليانة آراء، بس مش دايمًا بعرف أقولها، عشان كده تلاقي لساني أطول مني في المناقشات، بس قليل الحيلة في فتح المواضيع .. بحتاج زقَّة .. ويمكن كلامنا ده يتحول بوست ع فيسبوك، أو حتى يبقى ترند، الكلام ده بييجي صدفة كده ..
بص، صلاحية أي قضية للطرح المنطقي بين جانبين قائمة على فكرة الصلاحية أو ما يطلق عليها الـ Validity، واللي بالسلس الفصيح بنسميها الأرضية المشتركة، وما قد نطلق عليها بالسلس الشعبي هارش؟ آمين يعني؟
طب لو مش هارش؟
هنفترض إنك قاعد في الرابع - باعتبارك مفهومك هو ما تريد الوصول إليه، يعني انتَ الثابت - وجاي لك ضيف يهمك يدخل شقتك لأي سبب من الأسباب، بس هو ما بيقدرش يطلع، هتعمل إيه؟
بالظبط كده، هتحاول بوسيلةٍ ما تساعده يطلع حتى لو هتضطر تنزله، هارش؟
يعني انت بتضطر تنزل بقناعاتك لحد الباشا اللي عايز تقنعه لحد ما تلاقي أرضية مشتركة وتطلع بيه من أول وجديد، يا مرارك يا رضا!
*معلش* هو الإقناع مر أنا عارف .. وانتَ برضه اللي عايز تقنع، وعايز تغير العالم، من غير ما العالم اللي يغيرك يا أبو صلاح.
المهم، الكلام البديهي ده إيه علاقته بتغيير العالم والمجتمعات؟
بص .. لا مؤاخذة نسيت .. انت كده كده باصص، انتَ عشان تطبق صورتك العادلة عن العالم، محتاج تطبقه في مجتمع، وعشان تطبقه في مجتمع محتاج تفرَّغ تصورك ده في حاجتين، قانون، وآليات تنفيذ، ومجموع الاتنين مع بعض بتبان منه انحياز وسياسة المجتمع.
خلينا في القانون - عشان هو حوار الكلام اليومين دول -
كيف ينشأ القانون بقى؟
والله هو فيه نظريات كتير، بس زي أي حاجة بنلبسها، يا من فوق يا من تحت.
• يعني يا الشعب بيكون ماشي في اتجاه محترم كده وعمال يزن عن قانون معين، فالمشرع بيستشعر هذا الاحتياج وهو ما يعرف بدفع الرأي العام، يعني هو أصبح قانون بسبب اقتناع الناس، وكلما زاد اقتناع الناس بالفكرة دي، حتى في غياب تقنينه بيعتقدوا في إلزامه وبيكرروا تطبيقه من نفسهم فيما يطلق عليه العُرف.
• أو الدولة والمشرع، بتستشعر احتياج المجتمع لقانون بعينه، أو تراه لازمًا لتنفيذ سياساتها، فبيتم عرضه بأي صورةٍ كانت على سلطته التشريعية أيًا كانت صورة السلطة دي، برلمان بقى أو أي حاجة تانية حسب نظام وقوانين الدولة.
السؤال المهم، هو القانون ده مش ممكن نبقى مش مقتنعين بيه؟
• ده وارد جدًا، ودي أهم إشكاليات القانون، وهو ما يعرف بالفراغ ما بين النص والتطبيق، وعادةً دي بتحصل في الحالة التانية أكتر، أو في الحالة الأولى بس الظروف اتغيرت أو المشرع ما كانش دقيق في فهم رغبات الناس أو فهم بس شاف الأوجه - في نظره - نلبي رغباتهم ونغير كام نقطة، والنقط دي كانت غير مرضية للناس.
• أو شهدنا فراغ بين النص والتطبيق كذلك.
• وفي الحالة دي بتشهد حالة عامة من حالتين :-
١. حالة من السخط العام أو التجاهل ترقى لمنزلة تجاهل القانون وإقامة أعراف بديلة تحل محله - كقوانين الميراث بس هعمل مش واخد بالي وهرجع لها بعدين - ، زي نقل الملكية وتجاهل التسجيل لتكلفته المرتفعة والاكتفاء بدعاوى صحة التوقيع، وكذلك تجاهل قوانين الترخيص وإقامة الأعمال المخالفة كظاهرة عامة.
•• في الحالة دي رد فعل الدولة بيختلف ما بين التجاهل أو الفرض بالقوة أو التوسط، على حسب انحيازاتها وسياستها العامة، ومدى انتشار المخالفات دي وجسامتها، أو تطبيق القانون وتحريك الدعاوى الجنائية بالفعل والقضاء بأحكام تحقق اتجاه الدولة ولا تضر بالمواطن، زي الاكتفاء بتغريم القائمين بأعمال المخالفة دون الحبس - تفريد قضائي للعقوبة - البلد كلها مخالفة.
ما هو مش هنحبس البلد كلها يا حسين 🤷♂️
٢. حالة من الرضوخ والقبول التام للقانون مع قناعة بإنعدام عدالته، وده بيكون في حالات تشديد الدولة عليه وفرضه بقوة تنفيذ أحكامه
طب إيه اللي يفرَّق بين الاحتمالين؟ أو إيه معيار رضا الناس عن القانون؟
هوبا شقلباظ نرجع لمقدمة البوست، الصلاحية أو الأرضية المشتركة، بلغة فلسفة القانون : اتساق القانون مع معرفة ووعي وثقافة وانحيازات الأغلبية، وشعور الوعي الجمعي / الفهم العام بالعدالة أو المصلحة في أحيان أخرى.
عارف ده زي إيه؟
• ماذا لو المشرع بين يوم وليلة قرر إلغاء قانون الإيجار القديم؟
• ماذا لو الدستور بين يوم وليلة - مع استحالة تصور تغيير دستور بين يوم وليلة - تم إلغاء الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع؟
عشان كده في مسألة زي قانون الإيجار القديم بيشهد حالة من التدريج، وحالة من التحايلات العامة على القانون بطلب المالك فحص المبنى والسعي لإزالته، عشان تنتهي العلاقة الإيجارية بانعدام محل الإيجار، يعني مفيش شقة، مفيش إيجار قديم، ابني تاني، وآجرها جديد.
طب إيه الهدف من الرغي ده كله؟
• إذا كان المُشرع كسلطة بجلالة قدره في محاولته لتحقيق مفهوم الدولة عن العدالة ومصلحة الجمع العام بيمشي بالتدريج، هتيجي يا فَسل انتَ عايز تقلبها بين يوم وليلة؟
مش فاهم
أبسطهالك .. اختر معاركك
• يعني في حقوق المرأة مفيش مانع تقول اللي انتَ عايزه لكن لو هتكثف في حاجة، يبقى ضد العنف الأسري، ضد التحرش مثلًا، لكن بعض القضايا الأخرى اللي بتتعرض برَّه - على أهمية طرحها - هتعرضك لموجة من السخرية والتجاهل باعتبارها رفاهية أو إيه الهبل ده؟
• من أفشخ التعليقات اللي اتقالت لي بعد موجة من ترند انتشر له علاقة بحقوق المرأة دون تحديده "…. إيه اللي بتتكلموا فيه؟ ده الستات بتضرب في بيتها كل يوم! "
مش تقليل، ولا تسفيه ولا شرطة مباحث النسوية، لكن الإصلاح المجتمعي علم، والأولويات والمساحات المشتركة أقصر الطرق لمكاسب حقيقية ع الارض.
"لماذا تحفُر نفقًا مماثلًا للخلاص؟ بينما نفقنا المحفور آنفًا ينتظرنا للخلاص"
في مسألة الميراث - على اختلافي أو اتفاقي مع المسألة لإن ده مش مهم -
• الأولى والأهم والأجدر، هو تركيز الضوء على قوانين غير مفعلة بالفعل، حملات قانونية ومجتمعية للتوعية، السعي في التأكيد القضائي وتطبيقه إن قضايا متعلقة بالإرث وقسمة المال الشائع زي الفرز والتجنيب تكون معفاة من قيد الشهر والتسجيل - رغم صدور حكم من محكمة النقض بإن ده مش شرط قيد - لكن كتير من المحاكم لسه بتصدر أحكامها بهذه الطريقة، السعي نحو الإعفاء أو التخفيف من عبء الرسوم القضائية الناشئة عن دعاوي زي دي في محاولة لتسهيل الأمر والتحفيز والتشجيع نحو استحقاق الميراث وقسمته وفرزه.
• أحد أكبر مشاكلنا الدائمة سعينا الدائم نحو استجلاب واستحضار تجارب خارجية ومحاولة تطبيقها في مصر، بغض النظر عن اتفاق السياق من عدمه.
• ابحث دائمًا عن السياق، تلتقي المعنى، تعرف الغاية والهدف، تجد الوسيلة الأنسب