رب العالمين خلقنا في هذا الكون لهدفين عبادته ولأعمار الأرض، لنعمر الارض أهدانا الله جميع السبل من المهارات والمقومات والعلوم والمعارف من خلالها يستطيع الانسان ان يعمر الارض فـ الله سخر لنا كل السبل اللازمة لتحقيق أهدافه. 

هناك فرق واضح بين النية والتمني دائما ما نقول اتمنى ان احصل على المنصب الفلاني هنا تكمن بعض الإيحاءات في العقل الباطني ان "اتمنى" تفوق قدراتي فـ قد أحققها وقد لا أحققها لانه خلق في نفس الفرد عدم الاستحقاق والاستكثار على نفسه وان حصل على المنصب الذي يتمناه ولكن يخلق بداخله تدمير ذاتي وتردد وشك في قدراته وإمكانياته.  

انما الاعمال بالنيات ولكل أمراءا ما نوى بمجرد وجود النية الصالحة لتحقيق الأهداف وبدون اي تردد وسلبية يبدا الله يسخر لك كل ما في الكون من أجل تحقيق المبتغى، نستدل هذه المقولة من كلام الرسول محمد (ص) في ايام الهجرة مخاطباً أصحابه قال : من كانت هجرته لله ورسوله فهي كذلك، ومن كانت هجرته لامرأة ينكحها فهي كذلك، ومن كان هجرته التجارة فهي كذلك. إذن رب العالمين يعطينا الخيارات بمجرد وجود النية الصالحة الخالية من السلبيات فـ هو الله سبحانه حولي وقوتي في كل ما انوي به. 

علما ان التغير يبدا من الداخل الى الخارج وليس العكس فـ قال الله تعالى " ان الله لا يغير ما بقوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم" اذا انا نويت التغير سأتغير. 

هناك الكثير من الموجات السلبية التي تأثر بداخلنا منها موجات الشر والكسل والفشل والبخل وعلى الجانب الاخر هناك موجات ايجابية كالخير والنجاح والاجتهاد والكرم على الانسان دائما ان يصادق الجانب الإيجابي الموجود بداخله وبعدها يستطيع ان يثابر في رحلة السعي خلف تحقيق المبتغى. 

البرمجيات الخاطئة بداخلنا هي من تعوق علينا فعل اي شي فـ هناك الكثير من المحبطين حولنا ولكن حديث النفس اقوى من أي برمجيات نعيش حولها ويجب على الفرد ان يبعد نفسه عن كل السلبيات قبل البدء بـ أي خطوة لتحقيق هدفاً ما، فـ الجرح لا يلتأم الا اذا تم تعقيمه وتنظيفه كذلك الحال مع حديث النفس فـ أبعاد الافكار السلبية هي كالمادة المستخدمة في تنظيف هذا الجرح قبل البدء بمرحلة العلاج واخذ المضادات. 

الصراع بين الكلام الداخلي ( حديث النفس ) والأمنيات كبير ولكن يجب على الفرد ان يضع أهدافه وقبل البدء باول خطوة نحو السعي عليه ان ينظف كل الأفكار السلبية حتى لا تكون الحاجز بينه وبين التقدم خطوة للأمام ولتحقيق مراده واهدافه.

اذاً أنت من تحدد قيمة نفسك فلا تصغر من شأنك حين ترى فخامة الآخرين او تسمع المحبطين فلو كانت القيمة تقاس بالأوزان لكانت الصخور أغلى من الألماس وكفى.