ها انا امكث في عقلي الآن .. اراقبه و أراقب افكارة كما تعلمت مؤخراً .. 

مهلاً 

إنني أغرق .. مهلاً .. 

لقد ذهبت ثم عُدت .. وجدت شيئاً فبكيت .

شيخاً كبيراً أظن انهٌ كهلاً ..

مهلاً .. أراه يتكئ على عصاه ..

مالي اراه مططئ الرأس ..

رباه انه يذرف الدموع .

لقد خرجت من قوقعتي .. مضيت .

ولكن مهلاً ها انا أعود .

مهلاً لقد وجدت طفلاً .. حليق الرأس ممزق الثياب وعليه آثار جراح عميقه .

مابه ينظر إلي ويبتسم ؟ مابين الأحياء والزقاق المتهالكة !

وكأنه يقول لي : الحقي بي .. ان كُنت تجرؤين

مهلاً .. مهلاً .. إنني أغرق .

آه .. أنفاس مُقطعه وضجيج أصوات متنوعه .. مهلاً في عقلي هناك طارق.

 إنها اماً وبين احضانها طفلة متوفاه .. وهي حبلى .. تنظر إلي بعينيين تملؤها الدموع و وجهه بارد .. مهلاً إنها تشبه احداً ما ولكنني لم أعرف بعد .

مهلاً أنني أغرق ثانية ..

الآن .. 

لقد دخلت مدينة الظلام .. أو ربما قد كُنت فيها سابقاً ولكنني لم أدرك ذلك بعد . 

هناك في نهاية الشارع شاب رث الثياب تتساقط عليه قطرات من مطر ..

مهلاً أراه يعزف لحناً .. ولكن أين القيثارة ؟ او قطعه الكمجنه .. مالي أراه يعزف في الهواء ويحرك أنامله كما لو أنه يعتلي مسرحاً ما ..

مضيت .. 

تعثرت ساقطة .. ولكنني وقفت ورأيت ساقي قد صارت داميه أثر بضع جراح وانا راكضه .

مهلاً أكاد أُجن .. هناك تحت عربه الحائك القديمة .. كلب يبدو لي انه ضال لا مأوى له .. أظنه جائعاً وأيضاً يكاد يموت من شِدة البرد .. يتنفس ببطئ .. يُخفض رأسه قريباً من قدماي .. يأن ويحن ! يا للكلب المسكين أين هي عائلتك لماذا تركتك وحيداً هُنا ..

آه مهلاً مهلاً لا أريد النجاة .. أريد أن أغرق انفاسي تكاد أن تنقطع شيئاً ف شيئاً .

أغرق انا أغرق .. قواقع ملقاه في كل الطرق إنها كثيرة وذات اسنان حادة

مهلاً شيئاً ما يجذبني للأسفل .. 

لقد مُزق فستاني .. 

أرى طيوراً تحلق فوق رأسي وتسقط ميته .. 

مهلاً أرجوك توقف لا أريد الغرق .. 

لقد كنت كل هذا كل هذا .. مهلاً انني اضحك الآن .. أعتقد بأنني نجوت أو ربما كُنت اتوهم أنني نجوت لكنني ما زلت أغرق .