كيف لي أن أبدأ بصياغة مقدمة لموضوعٍ يؤرقني... !! كيف لي أن أبدأ بالكتابة عن سرعة دوران عقارب الزمن وعجلة الأيام التي تمضي مسرعة وهي تحمل معها شيء منّا لن يعود أبداً دون أن نشعر بسرعة هذا المُضي و اليوم الذي نَقَصَ من العمر وغادرنا أو بالأحرى سبقنا لنقطة النهاية ...
ننام على وسادة الليل و قبل أن نكتفي من لذة النوم نستيقظ على صوت أذان الفجر يهز أركان الحيّ و الديكة تصيح مع الأذان ... لتخبرنا أن اليوم يوم جديد نخطي به خطوة جديدة نحو اليوم الأخير من العمر ... وأن رحلتنا الطويلة تقصر مع بداية كل يوم و الأنفاس تتطاير مع ثواني الساعة ...
ويمر الوقت مسرعاً ... و تغرب الشمس و يغرب معها من العمر يوماً ومن الروح جزءاً .. و يغرب معها أشخاصاً عن هذه الحياة .. تاركين الأرض ومن عليها ... ففي كل لحظة غروب ينتهي يوم من أيامنا ونحن لم ننتهي من أعمالنا و لم نجد حل لمشاكلنا و لم نحقق أحلامنا ولم نصل لشيءٍ يرضينا . ..
الوقت يجري ونحن نجري معه وكأننا في سباق مع الساعة دون وعي ولا إدراك بِأننا نجري وراء سراب لن نصل مداه ... مزدحمين بتفاصيل الحياة الفانية التي تجعلنا نجري بجنون و غفلة وسط حلقة مغلقة ... عاجزين عن التوقف لنستوعب سرعة الزمن المخيفة ... يبدأ النهار وينتهي وكأنه أنتهى قبل أن يكتمل ضَيّه ... ويداهمنا الظلام بخفة وتهدأ كل المخلوقات الحَيّة ... وما أن تغار النجوم وتنام العيون و إذا بالصبح قد أسفر مسرعاً .. وكأن الليل أشبه بحلم غامض في غفوة قصيرة ... الشهر يمر بأربعة أسابيع متشابهة لانفرق بين أيامه والسنة تبدأ وتنتهي بإثني عشر شهر وكأنها وميض برق خاطف ..
الوقت يمضي تائهاً بين أيامنا ونحن غافلين ... الوقت لاينتظرنا ولا ينظر لنا .... يجري دون توقف ... يُسرع ولا يُبالي ... يغادر و لا يعود ... والأدهى والأمر أننا مسؤولين عنه عند الله مسؤولين عن كل ثانية فاتت بتفاهة و كل ساعة مرت بلا اكتراث و كل يوم قضيناه بشيء لا يستحق .. بينما الوقت غير مسؤول عنّا ... غير مسؤول عن انتظارنا لقدومه واحتراق قلوبنا عندما يتأخر و تحتبس فيه الأمنيات وتتبخر .... وعن حنيننا لماضيه ... و غفلتنا عن سرعته... وضياعنا عندما تضيع فيه الكثير من الفرص.💔