💡💡رباعيات الشخصية النهضوية
لـ وسيم البلوشي
مدرب بمركز التطوبر الإبداعي
يقاس تقدم المجتمعات ورقيها بما تقدمه تلك المجتمعات من رفع نسبة التنمية لديها في مختلف المجالات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها من مجالات التنمية ، ويتمثل المورد البشري بالعمود الفقري للتنمية، فلا تنهض أمة ولا تسقط إلا ويكون المورد البشري هو أساس نهضة الأمم وسقوطها، وظهرت نتائج ذلك في الأمم السابقة فحين ننظر للتاريخ في بداية نهضة الأمة الإسلامية أن لقياداتها بالغ الأثر في أن تصل في مرحلة قادت فيها العالم، وفي الجانب الآخر نجد أن سقوط دولتين عظيمتين آن ذاك لم يكن إلا بسبب عوامل عدة من أهمها:
◀الانحطاط الأخلاقي الذي أصاب شعوب تلك الدولتين، ولنا في العصر الحديث خير مثال في اليابان تلك الدولة التي تعد مجموعة من عدة جزر، وقد استطاعت النهوض بعد سقوط القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي وخسرت من البشر العدد الهائل إلا أنها استطاعت أن تنافس من خلال عدة عقود دول العالم؛ لتصبح قوة اقتصادية عظمى بسبب إصرار شعبها على التنافس في المجالات الصناعية والاقتصادية.
👈وبالنظر بشكل عام نجد أن النسبة الأكبر من سكان العالم تتمثل في الفئة العمرية الشبابية، وتتمركز نسبة الشباب في العالم العربي والذين هم دون 25 عاما تفوق نسبة 70% من أصل 367.4 مليون نسمة؛ حتى سميت بالقارة الفتية حسب التقرير الإقليمي حول حالة السكان، أما في سلطنة عمان فيمثل الشباب ما نسبته 22% من إجمالي المواطنين حسب الإحصائية التي صدرت من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في مارس عام 2013، لذا فحري بالعالم العربي عامة وسلطنة عمان خاصة أن تركز على هذه الفئة وتنميها، فهذه الفئة قادرة على العمل من أجل رفعة شأن المجتمع ونهضتها فسن الشباب في فترة العطاء والقوة الفكرية والعضلية فهي فترة القوة بين ضعفي الطفولة والشيخوخة، وهي نسبيا تعد أطول فترة عمرية يعيشها الإنسان، وقد اهتمت الدول والحكومات بهذه الفئة وفترتها العمرية لأهميتها، أما على الصعيد الشخصي وخبرتي في التعامل مع الشباب فقد اتضح لي وجود مربع للاهتمام بالشباب يتمثل في أربعة أركان يجب التركيز عليها فاكتمال أركانها تعني بناء مجتمع شبابي قادر على النهوض بالتنمية المجتمعية:
◀أولها: ترسيخ العقيدة الصحيحة وصفائها، ونقصد بالعقيدة في هذه الزاوية هو المعتقد الإيماني بوجود رب وإله يعبد، ويقصد له جميع الأعمال سواء كانت عبادية شرعية أو مهنية أو تعاملات دون أن يشوبه أو يخالطه شي من الرياء أو سمعه أو شهرة، حيث كان المصطفى (عليه الصلاة والسلام) يتعوذ من الشرك الأصغر، وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ " وقال تعالى في كتابه العزيز :" وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ".
ثانيهما: التركيز على الاهتمام بالعلم والتحصيل الدراسي والتوجيه على التخصص المناسب الذي سوف يبدع فيه الشاب بما يتناسب مع قدراته وطموحه ورغباته وما يحتاجه سوق العمل والفرص المتوفرة من الوظائف، وندعمها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فأول آية نزلت هي (اقرا) وفي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) وفي حديث آخر: (إنَّ الملائكَةَ لتضَعُ أجنِحَتَها لطالبِ العلمِ رضًى بِما يصنع) ولا ننسى الإهتمام بالمواهب الذي يمتلكه الشاب واكتشافها وتنمية تلك المواهب والمهارات التي يحسن أدائها، فهذه الثلاثية إن أحسنت استغلالها فهي كفيلة في تكوين شخصية علمية تتمتع بقدر وافٍ من الثقافة العلمية، وعلى مدى عقود ستكون هذه الشخصية مرجعا في المجال العلمي وخبرة تستعمل وتستخدم في المساهمة على التطوير والتنمية.
◀أما ثالث أركان الرباعية فهي الحصانة الفكرية وتنقية الأفكار وحماية الفكر من الغزو الخارجي الذي يهدف إلى تدمير القواعد الأساسية التي بنيت عليه الشخصية ويأتي هذا الركن متزامنا مع التحصيل العلمي، وذلك عند إيفاد الشباب للتحصيل العملي خارج حدود الوطن وانخراطه في مجتمع آخر كي يكون مختلف تماما عما تربى عليه، فبوجود الحصانة الفكرية لا تستطيع أية أفكار أخرى التأثير عليه وتصبح لديه مناعة من أية أطروحات فكرية يقابلها بل تكون له القدرة مقارعتها وصدها بالحجة، ولقد قبلت إحدى الشخصيات الشابة التي قضت الفترة التعليمية من المرحلة الابتدائية لغاية إتمام الدراسات العليا في دولة غربية، إلا أنه لم يتأثر بها بسبب البيئة الأسرية التي كان يعيش فيها والتي حصنته منذ الصغر على عدم تقبل أية مناهج فكرية أخرى غير التي تربى عليها.
👈👈📍ونعزز الأركان الثلاثة ونكملها بثقافة العمل التطوعي والانخراط في أعمال تطوعية حيث يختار المجال المناسب لهواياته ومهاراته من خلال الانتساب بإحدى مؤسسات المجتمع المدني الداعم للتنمية المجتمعية، والمساهمة في نهضتها فهي جزء لا يتجزأ من عمل متكامل جنبا إلى جنب مع الجهات الحكومية.
🔹🔹هذه الزوايا الأربع هي أركان لبناء شخصية شابة تملك المقومات التي تحتاجها المجتمعات والدول للقيام بنهضتها.
●°○•●°○•●°○•●°○•●°○•●°○
✨البرج .. الحقيقة والثقة↑☝
لتصلك رسائل واتس آب البرج📨 الثقافي أرسل (أشترك)📲 لـ91279992