إن ضرب الأطفال على وجوههم في الصغر مثل النقش في الحجر لا يزول بسهولة فاحذروا أيها الأباء وألطموا وجوهكم ألف مرة قبل أن تلطموا وجوه صغاركم!.. رُوي عن سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه قال: (( لا تضربوا المسلمين فتذلوهم!)) فكثرة الضرب تؤدي إلى الانكسار والشعور بالذلة والضعة!.. بل ربما تُميت القدر الضروري من الكرامة وعزة النفس عند الطفل فيتعود على الاهانة والمهانة!.
الضرب يدور حوله جدل كبير بين التربويين ... قد يكون في بعض الحالات جزءًا من العلاج ولكن بضوابط كبيرة وشديدة لا أعتقد أن اغلب الأباء أو المعلمين قادرون على الالتزام بها ساعة الغضب!.... أما الضرب على مؤخرة الطفل كعقوبة مؤلمة فله مخاطر وسلبيات أيضًا ويزعم البعض أنه قد يكون له علاقة ببعض الانحرافات الجنسية (!!) التي يعاني منها المراهقون والتي قد تلازمهم حتى في كبرهم!!.. وهو أسلوب العقوبة بالضرب المتبع هنا في الغرب لعدة قرون باليد أو العصا قبل أن يتم منعه قانونًا مؤخرًا !!.. لذا لابد من البعد عن ضرب المؤخرة فهي تدخل في نطاق (الاعضاء الحساسة) القريبة من دائرة الاحساس الجنسي في تقديري .
أنا شخصيًا من تجربتي حيث أشرف على تربيتي اعمامي الكرام بعد وفاة أبي رحمهم الله جميعًا كانوا لا يلجؤون للضرب للردع إلا في القليل النادر ، لا أتذكر أنني تعرضت للضرب إلا مرة أو مرتين فقط ، وهم لا يلجؤون للضرب الا إذا لم يردعنا الحبس!.. فقد كان الاحتجاز لعدة ساعات في غرفة النوم أو حتى مخزن البيت هو العقاب الأساسي أما عند الضرورة القصوى فكان الحل هو قرصة مؤلمة في شحمة الأذن أو الضرب باليد لا بالعصا على اليدين!.. أي تمد كفيك مقلوبتين فيجلدك بيده عدة جلدات وطبعًا أنت (المضروب) ستوجعك وهو (الضارب) ستوجعه أيضًا ... وهو بلا شك أفضل بكثير جدًا من الضرب على الوجه أو على المؤخرة!!.. ولا أعتقد أن الضرب يحل مشكلة إلا في حالات نادرة جدًا!.
سليم الرقعي